![]() |
فاتنتي .. سنكون يوماً سوياً . كم أتمنى أنكِ الآن على صدري ، متوسدة أضلاعي كطفلة نائمة بين ثديي أمها في دعة وأمان تنشد الأمن والحنان . أداعب خصيلات شعركِ الأسود المسترسلة على صفحة وجهكِ كأنه فلقة القمر متسلل بين الغيوم ، فأزيح تلك الخصيلات ببناني عن عينيك الجميلتين كي أنظر إليهما وأنتِ غارقة في نوم عميق بين ذراعي ، وقد أوسدتكِ زندي ومعصمي يملأ الفرح والسرور والسعادة حناياكِ ، ودفء حبي الذي تبعثه نبضات قلبي المغرم بكِ ، إلى جسدكِ الطاهر . كلما تخيلتكِ وأتعمق في التفكير فيكِ وأبحر في تأمل آية الجمال التي كستكِ حتى أشعر بكِ وأجد دفء أنفاسكِ تملأ جوانحي ، وتسري في جسدي المتلهف إلى جسدكِ وخميلة صدركِ . إن هذا التخيل لهو رحلة حقيقة لقلبي وفكري أقطعها سيراً على دروب الخيال المضاءة بنور الأمل الفسيح الممتد عبر كياني وأعماقي ، في كل لحظة أسافر إليكِ عبر أحلامي وأقف أمامكِ على جناح الأمل والكبير بأنني يوماً سأكون بين يديكِ على الحقيقة وقد مزقت أستار الخيال ، وقطعت خيوط الأحلام العابرة ووصلتُ خيوط الحقيقة وأضأتُ شمعات اللقاء ، لأنوع عن قلبي وعقلي أثقال الخيال والتخيل الذي يجوب مخيلتي ويسري في أحشائي وجسدي كما تسري النار في الهشيم ، ولأطفئ لظى نيران الأشواق والحنين المتوهجة في الحنايا ، حتى يصبح كل الحلم حقيقة وواقعاً ملموساً عندما أجد نفسي بين يديكِ كطفل وجد أمه بعد رحلة غياب طويل . ذات يوم ستصبحُ أحلامنا حقيقة وآمالنا التي تطلعنا إليها قد أصبحت واقعاً وقد صارت بين أيدينا وطوع أمرنا ، فنزيح عنا غبار البعد والبعاد ، ونبدد الفواصل الزمنية ، وحدود الأرض التي طالما رأيناها أميالاً ممتدة عبر آفاق آمالنا . نعم يا فاتنتي سنكون يوماً سوياً وعلى درب واحد نضع أقدامنا ونواصل السير في خضم الحياة سوياً ، لأنني أثق بالله تعالى ، ومن وثق بالله قط ما خاب . بقلمي ياسادة ، عندما سرت نيران الشوق في داخلي ولفح لهيبها فؤادي ، سكبت عليها من ينبوعي لعلها تهدأ ولو لبرهة . |
الساعة الآن 05:57 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
.:: تركيب وتطوير مؤسسة نظام العرب المحدودة ::.
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع الحقوق محفوظة لـشبكة ومنتديات همس الأطلال