![]() |
كيف بعثروا الجراح . هناك بين الشجيرات ، وعلى ضفاف الوادي ، وفوق التلال الخضراء ، تمكث في سكينة سنوات من العمر دونها الزمن حكاية ألم ، ورواية حب بمداد الجرح على إيقاع الفراق ، وأوتار الحنين الصاخبة . حيث تزدحم العبارات ، وتفيض الكلمات ، ثم تحبسها العبرات لتبقى رهينة بين الأضلاع والأطلال ، فلم تعد الكلمات قادرة على الإفصاح عن مكون النفس لأن ما بداخلها قد اختلط ، وامتزج بكل أطياف الشجن والألم ، ولوعة النوى ، ومرارة الصد والصبر ، وسنين تأتي ثم تخلو وآمال تتلاشى خلف غبار السنين المتسارعة . قد يتغير الساكنون ، ويذهب الأولون ، ويأتي بعدهم آخرون مختلفون فيقيمون في الدمون ، ويسكنون الأطلال ، ولكن لا يتغير ما في المكنون ولا تلك النظرة الحالمة العاشقة إلى ما تصمت عنه الأطلال ، وتخفيه عن المقيمين بعد الراحلين ، ولا يتغير ساكنوا القلب بتغير سكان الحمى . يتغير الرسم ، والأجساد والأرواح ، إلا الخيال والصورة المرسومة في الذاكرة ، وأصوات الذكريات المتهدجة في قيعان النفس . كيف وصل هؤلاء إلى جرح السنين ، ووضعوا أيديهم على مواضع الألم ، ودقوا على أوتار الذكريات ، ونبشوا مقابر القلوب المدفونة بآلامها وآمالها ، والحب الذي يملؤها ، المقتولة بالبعاد والنوى . كيف بعثروا الجراح ، وأثاروا الذكريات ، وحركوا الصور الجامدة على شريط الخيال . |
الساعة الآن 09:52 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
.:: تركيب وتطوير مؤسسة نظام العرب المحدودة ::.
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع الحقوق محفوظة لـشبكة ومنتديات همس الأطلال