شبكة ومنتديات همس الأطلال Network Forum whispered ruins

أسطورة قاح قرنقاح

يحكي أنه كان يوجد هناك فتاه فائقة الجمال ذات غنج و دلال تسمى شرغبة وليس لها في هذا الدنيا بعد الله إلا أخوها محمد ومن خوف أخيها عليها كان قد بنى لها قصراً عالياً ليس له مفتاح بل كان له شباك علوي لا يستطيع أحد أن يتسلقه و أما طريقه دخول محمد إلى ذلك القصر أو الخروج منه فكان عبر ضفيرتي شعرها الطويلتين حيث أتفقاً على جملة معينه يلقيها أخوها على مسامعها حين عودته من الصيد أو عودته من جمع القوت الخاص بهما وتلك الجملة هي قوله :

ياشرغبة ياشرغبة مدي دلالك أركبا أنا أخوك محمد مصيدا صيد الظبا في كل وادن مذهبا . أو مصيدا صيد الظبا من جال وادن و الرما .

فكانت تمد له دلالها ليصعد إلى أعلى القصر و قد أستمر على ذلك مدة من الزمن ولكن وفي أحد الأيام و أثناء ذهاب محمد للصيد حدث مالم يكن في الحسبان . حيث أن هناك عفريت مارد قد رأى جمالها فبهره و أصر على أن تكون شرغبة من ملكه وقد أتسطاع تقليد صوت أخيها حيث قال : ياشرغبة ياشرغبة مدي دلالك أركبا أنا أخوك محمد مصيدا صيد الظبا في كل وادن مذهبا .
فما كان منها إلا أن مدت دلالها له دون أن تدقق النظر فيما إذا كان أخاها أو غيره لعدم تصورها أن هناك من يتربص بها ولعدم إدراكها أن هناك من يستطيع إجادة صوت أخيها وما أن مدت دلالها الطويل الجميل إلا وقد سحبها ذلك المارد بقوة وقام بقص شعرها فوراً ومن ثم خطفها .
ما أن عاد محمد حتى قال : ياشرغبة ياشرغبة مدي دلالك أركبا أنا أخوك محمد مصيدا صيد الظبا في كل وادن مذهبا .
ولكن هيهات أن تجيب فقد كان من أمرها ما كان وقد أستغرب محمد هذا الموقف ومن ثم فقد كرر ذلك النداء ولكن دون إستجابه حينها بدأ يقلق ولكنه لا يدري ما الحاصل تماماً فربما كانت نائمة وربما كانت مشغولة بأمر أخر . ولكن عندما طال به المقام وكرر النداء بدأ يدرك أن أخته قد جرى لها مكروه ومن ثم بدأ في السؤال عنها كل من يقابله حتى قابل عجوزاً فأخبرته أن ذلك المارد قد خطف أخته و أبدت له أنها تحت إمرته وستساعده قدر الإمكان حتى يستطيع تخليص أخته من ذلك المارد الجبار حيث طلبت منه أن يأخذ معه مجموعة من الحجار و عددها أربعة عشر حجراً صغيراً . ثم أوصلته إلى المغارة التي يقطنها ذلك العفريت وكانت محكمة الإغلاق . فسأل العجوز ما السبيل إلى فتح هذه المغارة فقالت له :
عليك أن ترمي بسبع حجارة ومن ثم ستفتح بوابة تلك المغارة ولكن يجب الحذر من المارد قد تكون محظوظاً إذا صادفت ميعاد نومه فهو ينام سنه ويستيقظ سنه بعد رمي محمد بسبع حصيات فتح باب المغارة ودخل إلى هناك متوشحاً جنبيته التي تقوم مقام السيف وكان من حسن الحظ أن ذلك المارد نائماً فقام محمد بأخذ أخته و الهرب بها سريعاً من تلك المغارة فرأته أم ذلك المارد و التي أسرعت في ايقاض أبها بقولها (قاح قرنقاح سراج البيت راح) وقاح قرنقاح هو أسمه وسراج البيت كناية عن الجميلة شرغبة . وقد كررت ذلك النداء ولكنه لم يستيقظ فقامت بأحماء (مخيطه) إبرة غزل وخياطة من النوع الكبير ومن ثم غرزها في وركه فأستيقظ متألماً مندهشاً من جراء ذلك التصرف . فأخبرته والدته بما حدث فهب من نومه ذلك فزعاً وصرخ ومن ثم قام بالركض بأسرع مايمكن للقبض على شرغبة و أخيها قبل أن يتمادو في الفرار وعندما ادركهم قالت العجوز لمحمد أرمى حصاة من يدك فكان كلما رمى حصاه تحولت إلى جبل عظيم كي يعيق حركة المارد ولكن في كل مرة كان المارد يتغلب على تكلك العوائق من الجبال فما كان من محمد إلا ترك أخته في طرف الوادي مع العجوز وقال لها :
سأذهب لمحاربة ذلك المارد فإن رأيتي هذا الوادي يسيل دماً ووعي فقد قتلت المارد و إن رأيته يسيل دماً فقد قتلني وعليك بالهرب وكان لا بد من المواجهة وقد كان ذلك المارد يحمل سبعة رؤوس فقالت العجوز لمحمد حاول قطع الرأس الوسط ولا تثني الضربة مهما كان و بالفعل بعد عرك عنيف تم لمحمد ما أراد حيث أستطاع قطع رأس المارد الأوسط عندها صرخ المارد كرر الضربة أيها الجبان فقال له محمد : ماثنني أمي يوم هبني أي (لم تضعني أمي مرتين) فمات المارد من حينها وسال الوادي بالدم و الوعي فعرفت شرغبة أن أخاها قد أنتصر ففرحت لذلك فرحاً كثيراً و أستقبلت أخاها بفرحة عارمة .

أتمنى أتكون تكون القصة أعجبتكم

المرجع: الموسوعة الميساء لجارة القمر فيفاء

>منقول<