![]() |
بكاء في حضرة الماضي . http://forum.te3p.com/images/images_...21688dbe2b.gif نبكي عليه لأنه قد مضى وانقضى ، ولو عاد لكرهناه وتمنينا زواله . نبكي عليه لأننا نهرب من الحقيقة التي لابد منها ، ونتمناه لأننا نراه واضحاً جلياً نقرأه كما نقرأ قصة حافلة بالأحداث ، تشدنا إليها الحبكة المتقنة وأسلوب الكاتب البارع ، المتقن . لو عاد لما عاد كما نريد ونتمنى ، بل سيعود كما كان ونعود كما كنا لا نراه إلا خيوطاً باهتة ، وسيكون غياب للذاكرة بل شطب لها لتتسع لتلك المساحة نفسها لأنه لن يكون هناك زيادة في العمر إضافية لنعوض بها مساحة المستقبل الماضي ولا الماضي المستقبل ، لأن الماضي عندما يعود سيكون مستقبلاً في نظرنا والمستقبل الذي تم استثناءه سيكون ماض إلى النقطة التي عدنا منها ، فإذا وصلنا إليها سيكون عندنا مستقبلان وماضيان ، وهذا لا مكان له في الذاكرة ولا مساحة كافية فالماضي قد انتهى ولن يعود ، والمستقبل فرصة لا تلبث أن تندرج في غياهب الماضي . نعيش لحظة صعبة من حياتنا ، تلقي بثقلها على كواهلنا ، دون رحمة ولا تمييز ، ولا اعتبار لمكانة أو جاه ، ولا مركزاً مرموقاً ، في المجتمع ، ولا تلقي لضعف أو قلة حيلة ولا بساطة في المجتمع بالاً ، كلنا في هذه الحياة سواء تمر علينا صروفها دون تمييز أو تفريق . هي الأقدار تمر علينا كما قد كتب لنا وعلينا في الأزل ، لا يتأخر منها شيء ولا يتقدم . فنعيش تلك اللحظات بما تقتضيه اللحظة ، فإن هي إلا لحظات سعيدة تغمرنا بسعدها وأنسها وتنثر علينا من عبيرها وتحيطنا بسرورها ، فنبدو سعداء فرحين ، ترتسم البسمة على محيانا ثم نعيش تلك المشاعر حيناً من الدهر أو قليلاً من الأيام ، فما هي إلا أن تمر عليها الأيام وهي تنزلق في غياهب السنين شيئاً فشيئاً ، وتتوارى خلف كثبان الماضي وتتدثر بدثار المسير إلى الأفول والزوال . وقد تمر بنا لحظات عصيبة تلقي بظلال من الحزن والهم والغم ، تتفاقم تارة وتنفرج تارة وتزول لتعود من جديد ، فنحن عندئذ نتمنى ذهابها وزوالها ... للحديث بقية إن شاء الله ... انتظروني . |
الساعة الآن 10:51 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
.:: تركيب وتطوير مؤسسة نظام العرب المحدودة ::.
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع الحقوق محفوظة لـشبكة ومنتديات همس الأطلال