نيروز | 04-28-2013 05:41 AM | إهداءات .. كالخيبة ، مجّانية .. - إلى الطِّفل الذي تعاقبه أمُّه كلّ مساءٍ ، حينَ يعود إليها مُتسِّخ الثِّياب .. إليه حين تمنعه لثغتُه عن إخبار أمّه .. بأنَّ السّوادَ على قميصه ليْس سوى محاولة منهُ لـ اطاعتِها .. حينَ زجرتُه يوماً عن البكاءِ قائلة : كُن كالكبار! - إلى الأفواهِ التِّي عضَّت على وسائِدها ليلاً .. لِـ تكتُم بكاءً طويلاً .. مخافةَ أنْ تبلّل الحكايا التّي بعثرتْها الجدَّاتُ .. على ملاءاتِ الأسِرَّة .. - إلى من تأخَّر دقائق عن القطار ، فوجدَ نفسه فجأةً .. قد أصبَح سِكَّة .. إليهِ حينَ فتحَ حقائبه ، أشرعَها للصَّمت .. و جلسَ على حافة المقعد .. يرقبُ قطَط المحطّة المشردة كيَف تلتهمُ صُور أحبّته .. ينتظرُ في خذلانٍ أن يحِينَ عليه الدّور .. - إلى تراب المقابر .. الكتوم و الصبور جداً .. الوحيد الذي تشرّب مرارة الدّمعة دون أن يتذمَّر .. إليه ، حين يضجّ بِـ الحياة على ِحساب فناءِ الآخرين ! - إلى الأشجارِ التِّي هرمَتْ .. حينَ ذبَل الوفاء باِـ لأسماءِ المحُفورةِ عليَهآ ! - إلى الرسائِل التّي تاهَتْ .. حينَ ضيَّعتْ عناوينها ! - وَ إلى الأقفالِ التّي غصَّت بصدئها .. حين تنكَّرَتْ لمفاتيحها ! - إلى الأرجلِ المبتُورة ، التّي لا تحمل همّ الأحذية التِّي تضيق .. - إلى الكلماتِ المنسية ، المكفَّنة بالصفحاتِ الأخيرة من الكتُبْ .. - إلى الأصدقاء الرّائعين .. الذين يطلُّونَ من صندوقِ الوارِد و تحملهم - دونَ تأفُّفٍ - ذاكرةُ الهواتِف .. - لِـ لأحبّة الذيّن لبِسوا الغياب كَـ ثوبٍ موحَّد .. و اصطفّوا على مدَى الذّاكرة لـ ينشِدُوا موَّال الرحيل .. لنفس الأحبّة حينَ ذابوا بين منعرجاتِ هذا القدر .. و لهم حين رحلوا تاركين خلفهم قلوبنا .. كـ أثرْ ! - إلى من تلوكهُ الألسن و تبصقهُ الآذان .. كـ إشاعةٍ رديئة ! - إلى إلى كلّ أولئك الذين يتكرّرون كثيراً و دون سأمٍ .. مثلي .. إليهم حين تختلِط عليهم ملامِحهم .. إليهم حينَ أقول لهم : أغلقوا جرحكم و جرُّوا عليكم خيباتكم تلحفوها جيداً .. ثمّ ناموا .. فلآ الشّمس مُتواطئة مَع المَرايا .. و لا الليل بِـ متسترّ على فضيحة الأقنعة .. بل أنتُم المغفّلون وحَدكم .. حيِنَ خرجتُم إلى الشّمسِ .. قبَل أنْ تجِف أصبِغة وجوهُكم !
|