كان السير ميلز المستكشف البريطاني قد عبر الوادي عام 1844م ووصفه بانه المنحوته الطبيعية الابرز في الجزيرة العربية ، وهو وادي يعد عبوره مغامرة كبرى بسبب وعرته وحوافها الخطره حيث تستغرق الرحلة مشيا على الاقدام ابتداء من قرية غبرة الطام مابين 6 _ 9 ساعات وفق امكانية الفرد البدنية وحالة الطقس ولابد الاستعانة بمرشد قبل الرحلة .
توجد بالسلطنة ثلاث سلاسل جبلية رئيسية تمتد موازية للساحل، وتفصل السهول الساحلية القريبة من البحر عن الأراضي الرملية الجافة في الداخل. وتمتد في الأجزاء الشمالية للسلطنة سلسلة جبال الحجر الشرقي والغربي .
ويقع مستجمع وادي دماء والطائيين في الجزء الشمالي من سلسلة جبال الحجر الشرقي، ويعرف المستجمع في أحباسه العليا باسم وادي الطائيين، والذي يمتد من جهة الغرب ليلتقي عند قرية الطائيين بوادي دماء الممتد من الجنوب، ثم يلتقي بوادي خبة الممتد إلى الجهة الجنوبية الشرقية عند قرية تول،ويسمى الجزء السفلي للمستجمع "وادي ضيقة" الممتد من قرية تول إلى الجانب السهل الرسوبي الساحلي بالقرب من قرية دغمر
يعد وادي ضيقة من الأودية القليلة الدائمة الجريان في السلطنة حيث يستمر تدفق الوادي طوال أيام السنة بخلاف بقية الأودية التي هي جافة في معظم فترات العام. ويقع وادي ضيقة في جبال الحجر الشرقي ويمتد من قرية تول مرورا بعدد من المضايق ثم قرية المزارع وحيل الغاف لينساب في نهايته إلى البحر في قرية (دغمر) .
يتميز بحدوث فيضانات متكررة خلال مواسم الأمطار، وتتدفق مياهه لتضيع هدراً في البحر دون أن يستفاد منها، إضافة إلى انها في كثير من الأحيان تؤدي إلى الإضرار بالممتلكات والمنشآت ، الصورة أدناه توضح الفيضان الذي حدث في 2007 .
وللاستفادة من هذه المياه فقد أجريت دراسات بدأت منذ عام 1978 وكان الخيار الأفضل للاستفادة من المياه المفقودة من الوادي تكمن في إنشاء سد لتخزين المياه، وتم دراسة ستة مواقع محتملة لإنشاء السد وخلصت في النهاية إلى أن أفضل موقع لبناء السد قرية المزارع باعتباره الملائم من النواحي الفنية إذ يمتاز بقدرة عالية على تخزين المياه، وإن بناء سد على الوادي بارتفاع (73,8) متر من قاع الوادي يمكن أن يحجز حوالي (100) مليون متر مكعب من المياه، وعلى ضوء ذلك تم إعداد التصايم الفنية الأولية لمشروع سد وادي ضيقة وإمداد المياه لمسقط وقريات.
حيث أكد استشاري المشروع المهندس مايكل ريتشارد أن مشروع السد تم تصميمه حسب المواصفات والمقاييس العالمية ويقول: " وضعت تصاميم هذا المشروع بناء على البيانات الحقلية الكثيرة التي تم استخلاصها من أعمال التحقيقات (الجيوتقنية ) . ويتم تعديل هذه التصاميم حسب البيانات الجديدة الناتجة عن أعمال الحفر في موقع السدين، ولضمان صمود السد الرئيسي أمام الفيضانات القوية فقد استمر حفر الأساس حتى الوصول للصخور الصلبة وذلك لتثبيت أساسه".
حين شرعت الوزارة في وضع التصاميم الهندسية الخاصة بهذا المشروع،وضعت في اعتبارها جميع الاحتمالات ولم تترك شيئاً للصدفة، وتم تصميم السد حسب المواصفات والمقاييس العالمية، وذلك من قبل شركة عالمية متخصصة لديها خبرة طويلة في هذا المجال. وقد أجريت دراسات هيدرولوجية مفصلة لحساب كميات المياه التي يمكن أن تتدفق في الوادي.وقد أخذت الحالات النادرة الحدوث كالأنواء المناخية التي شهدتها السلطنة في شهر يونيو من العام 2007 في الاعتبار، علما بان الفيضان الذي صمم السد لتحمله يعد أكبر بكثير مما حدث في 2007 م ، وهو فيضان نادر الوقوع ويحدث كل ألف سنة مرة واحدة .

وقد تضمن المشروع إلى جانب السد الرئيسي الذي بني من الخرسانة سد آخر جانبي تم إنشاؤه من الحجارة والتراب المدكوك؛ بسبب الطبيعة الجيولوجية للمكان ، والتي تتناسب مع هذا النوع من الإنشاءات، إذ أن السدود الخرسانية تحتاج إلى أساسات من الصخور الصلبة وهذه الخاصية غير موجودة في موقع السد الجانبي، وقد قامت الوزارة بتصميمه حسب المواصفات والمقاييس العالمية، وبما يضمن قدرته على الصمود أمام أي فيضانات محتملة مهما بلغت قوتها قياساً للسد الرئيسي
إن الأنواء المناخية الأخيرة والمتمثلة في إعصار ( فت ) وسيول أكثر من 100 وادي والكميات الهائلة من الأمطار التي هطلت على تلك الأودية كانت بمثابة الاختبار العنيف لهجمات شرسة من الأودية المتدفقة على هذا السد منذ إنشائه ، حيث تصدى لها السد العملاق بفضل من الله وتوفيقه بكل بسالة وصمد بعد أن بلغ ارتفاع فيضان المياه المتدفقة من بحيرة السد بما مقداره 6 أمتار تقريبا ، الأمر الذي أدهش المهندسين القائمين على المشروع وفي نفس الوقت بث في نفوسهم الرعب من مشهد مريع لا تصدقه العين .. وبعد أن هدأت الأحوال ، أطمئن الجميع على صلابة المشروع الذي تعرض لأقسى وأصعب اختبار له منذ انشائه .