 | |
ﺧﻣ̝̚ړُ ﺂﻟﺂﻧۆﭥھَہّ | 05-18-2012 04:57 PM | شِتاء لا يُمطر ! http://blog.magnumphotos.com/images/...C8147_Comp.jpg ( خارج النّص ) حُضورك المُبتذَل ..! يزرعُ خفافيش سُود فوق رأسِي تتكاثرُ أثْقالُ الحنين في الصّدر كالطّحالب ! العيْنُ مُهترئة ..! بُكاءُها مُخجِل ! و وجهُك يمتدّ في فراغ مُدقِع ، .. أحبّك ميّتا ! * ( داخل خارج النّص ) خيط طويل يتسرّبُ من أسفلِ فمِي ..! يتدلّى منهُ : قلب مُشوَّه و قُبلة ! هذا الشّتاءُ لم يكُن مُحتمَلاً ، وزّعَ بقايا الوُجوه الباردة على مصْيَدة العابرين بطريقة فظّة ، و الحُزنُ المُنساق مع كلّ غيمة يتوغّلُ في قلُوبنا بطواعية مُقرفة و صوتُ نحيبه العالِق في الحناجر يكادُ يكشفُ نهايتنا الهشّة ! نحاولُ أن نبدو طبيعيّين لكن تاريخُ البُكاء يؤرّخُنا .. نستفيقُ من غمْرة الفشل بكلّ ما أوتينا من بُؤس ، نعجزُ معهُ عن تبيّن ملامح الفجر المُختبأ في جيُوب الرّاحلين أمستْ أفكارُنا مِقلاعا يرمي بنا إلى أقْبيَة الموت كلّما أعلنتِ الذّاكرة عن رغبتها المُشرئِبّة في إفتراش آلامنا على الرّصيف ! كلّ أشياءنا الجميلة تتسابقُ نحو الموت نُحاول معها عبَثا زرْع ربيع في أًصابعنا ، غير أنّ ذلك المطر يستعجلُ الرّحيل و السّماءُ الشّاحبة تنازعُ شهوة الأفواه في التّقبيل و تفضحُ مدى قُحولة ملامحنا الغارقة في الضُّعف مثل خُطوات كهْل ! الشّوارعُ كما هي ، مُزدحمة بيَتامى الغِياب ، مُلوثّة بقصائدَ هاربة لمْ تجدْ لها شفاهاً مُطْبَقَة قدْ تتفانى في تخبيئها ، و الطيّورُ المُحلقّة تحت أقدامنا لم تعُد تجيدُ الغناء ، تصدّعَ صوتُ العصافير حتى غدَى مثل أزيز يعْسُوب يُحرّض على إقتراف خطيئة غير قابلة للطّي ! انتظاراتُنا الشّاهقة هي الأخرى ، نضطرُّ إلى ابتلاعِها مثل بُحيرة ، فتعلقُ بجعاتُها فِي ثُقوب الرّئة كالعادة ، مواعيدُ اللّقاء لا تجيئ ، أعوادُنا التّي اشتدّتْ في أرضِهم أعصَفوا بها بعد حينْ .. و لمْ نكن نظنّ ذلك . و بعضُ الظّن إثم ، و بعضُ الظنّ قِصاص ، و بعضُ الظنّ يزورُنا مثل جنِّية أثناء الليّل فيدُسُّ في الوسائد الخالية خيبات نُبكيها طيلة العُمر ! الرّاحلون و كأنّهُم يُمارسون سياسة تقشّفية ، يتركُون صدُورَنا عالقة بين الحُبّ و اللّآ حُبّ ، شوقُنا المُؤجّل إليهم ينزلقُ سهوا من الأفواه ، و أنفاسُنا تُقبَض مُتعبَة من فرْط التمرّغ في وحْل الذّكرى ، بينما نحنُ نُرثي أقدامنا لأنّها لمْ تُتقن يوما الهرب من دويِّ الوداع .. و الأحجية الطاّعنة في الأزَل ، كالمُعتاد ، تُكرّر ذاتها : كيف نرسُمُ أبجديّة النّسيان ! ليلُنا الّذي لا ينْزاحُ عن غسق الضُّحى ، نتسلّى فيه بالرّسائل القديمة ، بوُعود البقاء المنحُورة ، و في هذيان الشّك ، نُوضّبُ شُروخ القلب ، نُجمّلُ المواجع ، نسقِي شحيح الإبتسامة ، نبحثُ عن دُرج فارغ بين إكتظاظات رفُوف الذّاكرة ليستقبلَ حُزنا من طعْم آخَر : وعُود بقاءهم كانت مُجرّدَ خاتمة مقدمَّة على طَبق من شِتاء لا يُمطِر ! ربّما ذلك القلبُ الذي أعطى الحُبَّ جُملة فرُدَّ إليه تقسيطا لمْ يعُد صالحا لشيء ، ذلك القلبُ قدْ نتأبّطهُ مثل عُكّازة نُسندُ بها يَبَاس الضُّلُوع أو ندُسّهُ خُفية في مِنفضة زنديق كي يحرقهُ ببقايا سيجارته .أو ربّما قدْ يصلحُ كيْ يكونَ إعلان نعْي في جريدة . ذلك القلبُ لم يعُد يفصلنا عن هزيع الإحتضار سوى لا شيء ، باتتْ أمنيّاتُنا تُشكلُّ تقاطُعاتٍ حتميّة مع القَدر و ليت بقُدرتنا أن نشهقَ نفَسا أحاديّا نبتلعُ معه الخيبات ، نبتلعُ الماضي مع تفاصيل الحاضر ، لكن لسْنا قادِرين : فالرئّة مُثخَنة باللّا هواء ! و أنا ..! لمْ أعُد أتلهّف للصّباح الذي لا يتنفّس ، تفُوح منّي رائحة البارُود ، يتخشّنُ صوتُ فيروز ، يذبُل عبّاد الشّمس في صدر أمّي ، حنينُ المنفيّين يُغرق الأرض ، و الأوطانُ مُمزّقة في القُمامة بجوار فواتير المحْفظة ، و أصبُعي ذو الأناقة الأرستقراطية الذي اعتدتُ أنْ أغمِسُه في فنجال قهوته لم يعُد يزيدُها إلاّ مرارة .. ! كأنَّ نبتة مَيْرَمِيَّة في جُهد كادح نحو التفتّح في خريف يَدي ! و طفلتي الّتي مسَّدَتْ جبهتها بوصايا العصافير ، تجُرّ خلفها أذْيال الشّيخوخة ، تودّعُ البَياض ..! كيْ تُعاقر عُهْر الكلمات ، تتمرَّسُ في اللذّة ..! مثل ذُباب يَحُوم حول بقايا نبيذ عالِق في شفتَيْ مُومِس ، مثل كُومة ذَنْب محشُوٍّ فِي أوّل إرتشافة منْ قهوة رديئة ، مِثل سِرْب جراد غاضب يهجُم الشّفاهَ كيْ يأكُلَ مواضع القُبلات، و بين هذا و ذآك ، وحْل ، قيظ .. وَ دُخانُ ياسَمين يُدمدِمُ بأغنية البُكاء ، تصرخُ الطّفلة بين يديْ ، تُحتضَر ..! و أيُّ مطَر هذا قد يُعلنُ موتها بشكل أبيض ! مأساتُنا حقّا أنّنا وُلدنا أطفال ..! الوَرَدُ يَتَنَفسُ عُمْقُكم يَاأنقَيآء |
|
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
.:: تركيب وتطوير مؤسسة نظام العرب المحدودة ::.
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع الحقوق محفوظة لـشبكة ومنتديات همس الأطلال