![]() |
إني أخآف إن عصيت ربي .. كان بالكوفة فتى جميل الوجه ،شديد التعبد والاجتهاد، وأحد الزهاد ، فنزل بجوار قوم من النخع ، فنظر إلى جارية منهم جميلة ،فهويها وهام بها عقله ، ونزل بها مثل الذي نزل به ،فأرسل يخطبها من أبيها ، فأخبره أنها لابن عم لها ، واشتد عليهما ما يقاسيان من ألم الهوى ، فأرسلت إليه الجارية :قد بلغني شدة محبتك لي ،وقد اشتد بلائي بك لذلك مع وجدي بك فإن شئت زرتك وإن شئت سهلت لك أن تأتيني إلى منزلي . فقال للرسول : لا واحدة من هاتين الخصلتين (قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم)،أخاف ناراً لا يخبو سعيرها ولا يخمد لهبها، فلما انصرف الرسول إليها فأبلغها ما قال ، قالت :وأراه مع هذا زاهداً يخاف الله ! والله ما أحد أحق بهذا من أحد * وإن العباد فيه لمشتركون ، ثم انخلعت من الدنيا ، وألقت علائقها خلف ظهرها ، ولبست المسوح ، وجعلت تعبد الله ، وهي مع ذلك تذوب وتنحل حباً للفتى وأسفاً عليه ، حتى ماتت شوقاً إليه ، فكان الفتى يأتي قبرها ,فرآها في منامه وكأنها في أحسن منظر ,فقال : كيف أنت ,وما لقيت من بعدي ؟ فقالت : نعم المحبة يا حبيبي حبك حب يقود إلى الخير وإحسان فقال : على ذلك إلى ما صرت ؟ فقالت : إلى نعيم لا زوال له وفي جنة الخلد و ملك ليس بالفاني فقال لها :اذكريني هناك فإني لست أنساك ,فقالت لا أنا والله أنساكَ ,ولقد سألت ربي مولاي ومولاكَ,فأعانني على ذلك الاجتهادَ,ثم ولت مدبرة ,فقال لها : متى أراك ؟ قالت : تأتينا عن قريب ، فلم يعش الفتى بعدها إلا سبع ليال حتى مات, رحمهما الله تعالى. من كتاب التوابين لأبن قدامه المقدسي (266_267) وقد ذكر ابن القيم رحمه الله هذه القصه في كتابه نزهة المشتاقين وروضه المحبين |
ميم أشكركم على هذا الموضوع الرائع و أتمنى لكم مزيداً من المتعة والفائدة ونحن ننتظر كل جديد ومفيد يجود به قلمكم المعطاء . مع أطيب تمنياتي لكم بالتوفيق والسداد . |
رد: إني أخآف إن عصيت ربي .. ** , , الله أكبر .. من يستعفف يعفه الله .. قصة ودرس لكل شخص منا فطآعة الله هي الفلاح والسعاده جزآك الله خير في موازين حسناتك |
رد: إني أخآف إن عصيت ربي .. سعيده بتواجدكم الجميل لكم التقدير . |
الساعة الآن 06:15 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
.:: تركيب وتطوير مؤسسة نظام العرب المحدودة ::.
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع الحقوق محفوظة لـشبكة ومنتديات همس الأطلال