شبكة ومنتديات همس الأطلال Network Forum whispered ruins

كان رب الأسرة رجلا صالحا يقوم بعمله في النهار، ويأتي المساء إلى بيته الملاصق للمسجد.

... كما أن زوجته كانت مصليه صائمة، محبة للخير، كثيرة الرحمة والشفقة، واقفة عند حدود الله قدر إستطاعتها.
وقد شاء الله أن يصاب أحد أولاد هذه الأسرة بمرض وكان صغيرهم، وحينما أخذوه إلى الطبيب للعلاج،
لم تتحسن صحته بعد إستعمال الدواء الموصوف له،
ذهبوا به إلى طبيب آخر لعلاجه، ظنا منهم أن يكون هذا الطبيب أكثر علما ومعرفة من الذي سبقه،
وبعد أن عادوا إلى البيت، بقي الطفل كما كان وضعه.

وفي إحدى الليالي، وأثناء مرض هذا الطفل، أحست أمه أن وضعه الصحي في حالة يرثى لها،
فحرارته قد إرتفعت إرتفاعا شديدا، وصار الأنين يخرج منه بصعوبة، ويحرك جسمه حركات لا إرادية،
و أمه ساهرة لا تنام فحنانها منصب على طفلها.

يقول والد الطفل : في تلك الليلة، صحوت على صوت مؤذن الفجر فقمت من نومي،
واقتربت من طفلي المريض لأتأكد من صحته، فوجدتها لا تبشر بالخير،
وأمه إلى جانبه قد أخذتها إغفاءة من النوم، وعلى وجهها علامات الحزن والكآبة.

فتركتها على هذه الحالة ونزلت لأتوضأ، وأذهب إلى الصلاة، فوجدت هناك ثلاث قطط تموء من الجوع،
عند ذلك فتحت الثلاجة وأخرجت منها شيئا من اللحم، وأطعمتها للقطط الثلاث، ثم ذهبت إلى المسجد.

وبعد الصلاة، رجعت إلى بيتي، و زوجتي لاتزال نائمة، فاقتربت من الطفل، وإذ بي أجده قد فتح عينيه،
وحرارته المرتفعة قد نزلت إلى الوضع الطبيعي، ووجهه غير الوجه الذي كنت قد رأيته قبل نصف ساعة،
فما كان مني إلا أن أيقظت زوجتي،
لأدخل البشر إلى قلبها على تغير حال طفلنا،
فقامت من نومها مندهشة مذعورة، ونظرت إلى طفلها فصارت تحمد الله،
وقبل أن تتوضأ زوجتي لتصلي الفجر، حدثتني بالذي جرى لها قبل قليل، وما رأته في منامها..

فقالت: والله لقد رأيت الآن رؤيـــا، لقد رأيت طيرا يحاول أن يخطف طفلنا المريض ويؤذيه،
وكانت هناك ثلاث قطط تدافع عنه بكل ما استطاعت من قوة، ولم تسمح هذه القطط للطير بالنيل منه،
حتى رحل أخيرا بعد أن يئس من محاولاته المتكررة.

وبعد أن إنتهت قال لها زوجها: إسمعي لأقول لك ما فعلته قبل أن أصلي،
لقد وجدت في القبو ثلاث قطط تموء من الجوع، فأطعمتها اللحم.

سبحان الله.. لقد رحم الرجل هذه القطط بما أطعمها، فأنعم الله على ولده بالشفاء..

عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " داووا مرضاكم بالصدقة "
– صحيح الجامع رقم 3358 أخرجه الطبراني و البيهقي