رسائل مجهولة .
 

ليس تلك الرسائل المجهولة أو الغامضة غموضاً بحتاً ، أو تصدر إلى مجهول مظلم ، لا وجود له إطلاقاً ولا رسم ولا خيال ولا طيف ..
بل هي الحروف والكلمات التي تنبع من العمق ، تستنفر العقل والفكر ، وتستوعب الوقت والزمن ، ثم تخرج منطلقة من عمق دافئ بالمشاعر ، والأحاسيس المرهفة ، لا لتذهب إلى الفضاءات وتتوه في نواحيه وأطرافه الشاسعة ثم تذهب سدى ، بل تخرج بحثاً عن روح ذات جسد ، لها كيانها وحياتها ورسمها وصورتها ، وصوتها ، ومشاعرها ، هي في جسد إنسان حاضر غائب ، موجود في مكان ما من هذا الكون ..

ولكن كيف تكونت علاقة حب معه ؟! وكيف اندمجت الروحان معاً وتأسس حب قوي ، له ذكريات ، وأطلال ، ولقاء ، وعتاب ، وتبادل لمشاعره بين الطرفين ؟!

لم يكن عبر النظرة الأولى الساحرة .. ولا من خلال صوت رخيم يسلب اللب ويسحر السمع ، ولا من خلال وصف دقيق عابر من طرف آخر فتبعته النفس وانقادت له وتجاوبت مع روعته ووضوحه وتميزه في الوصف وبراعته ..

كان من خلال الحرف .. والكلمة .. الوسيلة في ذلك الأثير هو الواسطة التي وصلت بين روحين في جسدين متباعدين ، تفصلهما الحدود الزمنية والجغرافية ، فكان سحر الكلمات هو رابطة الحب .

ومن هنا كانت الرسائل إلى المجهول ، المجهول في الرسم ، والصورة ، والملامح الحقيقية التي الملموسة ، فكان دور الخيال هنا والتصوير من خلال إغماضة في نوبة من التأمل التصويري ، للطرف الآخر ، فما إن تنتهي تلك الإغفاءة المقصودة ويعود الفكر ويذهب الخيال ، إلا بعدما تكونت صورة جميلة زاهية لم يسبق لها مثيل ، فتستقر في الخيال وتترسخ وعليها ترسو قواعد الحب وتتكئ ، وتثبت أركانه .

ولذا فهي رسائل إلى مجهول المعالم والصورة الحقيقية دون التصور والتصوير الفكري الذي يتكون من خلال تحليل سطحي افتراضي للشخصية الغامضة المقابلة ، أو التصوير المؤقت إن صح التعبير وقد تأتي الصورة الحقيقية كما رسمناها في الخيال أو قريبة منها لحد بعيد .
ولكنها شخصية موجودة في الواقع ، وفي مكان ما كما أسلفت ..

أنا أكتب تلك الرسائل ولدي إيمان بأنها تقرأها ، وتتحرك بحروفها شفاهها ، وتتسلل عبر سطورها وتتردد بين معانيها وتستشف من خلالها مدى الارتباط الروحي الذي يربطنا ، أو يربطني بها على الأقل ، وتؤمن بأنها تنبع من أعماقي العميقة ، وأماكني السحيقة ، لأنني لا أكتبها وحدي ، مجرد إمساك بالقلم وتهيئة للورقة ، كتابة مجردة ، بل أنا أكتبها وكل حاضر فيها ، موجود في الحدث كياناً ، وروحاً ، وقلباً ، وقالباً ، ومشاعراً وأحاسيس وانفعالات ، حتى أندمج وأغيب في تأثيرها ، وأحداثها ، وانفعالاتها ، فتكتب معي الجوارح ، وكل شيء في روحي وجسدي ونفسي .

أستحضر كل معاني العاطفة ، وكل شروط الحب ، ومقوماته ، فأكتب فتتدافع الكلمات على بابي وتحتشد الأفكار في ركابي ، وتسير معي وتفي لي برغباتي ومطالبي فتخرج كلمات صادقة ، ورسائل معبرة عن مدى الإيمان والصدق .

أنا مؤمن بأنها موجودة وحاضرة في كل حروفي ومدونتي ورسائلي ، ولكنها تتوارى عني وتبتعد عني متعمدة ذلك ، ولكن لا أدري عن السبب ..

رد: رسائل مجهولة .
 

رسائل غامضة نعم ..,.,
لكنها موجهـة لشخص ما ,,.
حينما يصحبك الخيال للإبحار إلى عالمه الذي أحببته حتى ولو كان هذا العالم في الخيال..,..
نكتب كثيراً لأولئك الأشخاص الذي رسمناهم في الخيال ,.,
واننا حين نكتب قد نثمل وتخرج الحروف منا دون ان نشعر إلى حينما نصحو من إغفاءة الخيال التي تحدثت عنها بطريقة أخرى حينها نجد كل ماقيل جميلآ ,,
سيدي .,.,
ايضاً هي أجمل الرسائل وادفئها على الإطلاق حينما لايحملها ساعي بريد ولاتلوح بها حمام لتبعثها للحبيب..,., هي فقط تكون من القلب للقلب..
دون وسيط ,,او حكم .,,
كـ ما قلت أنتْ,.,.
تكونت منها علاقة حب ..اسرتهما الحروف ,,., ودخلوا عالم الكلمة ,,.,,
لذلك هي جدآ عفوية هذه الرسائل,,.,
حين تتكون الرسائل كـ هذه التي تحدثت عنها قد لاتكون لمجهول بعينه بقدر ماتكون تحمل غموض لأي قارئ لم يستشعر حب الكلمات ,., وبوح الحـروف .,.لذلك فهو قد يصدق عنوانك الذي وضعته
{ رسائل مجهولة }
لا الزمان ولا المكان ياسيدي سينكر علاقة المتحابين خلال الحرف .,.,لكن قد يكون اثر الجراح يستنزف الوقت والزمان بقدر استنزاف الخيال عند الطرف الآخر,.,
فقد نكتب رسائلنا بثقة ,’,
ونبدع في ترك بصمة بسييطة نهاية كل رسالة
دون ان ندونها بـ توقيع ,.او حتى ان نطبع عليها قبلة تحمل شفاهنا ..
لكنها ليس كل مره ستصل.,.,
خاصة إذا تباعد الزمان بين المحبين ,,
فقد يكون هناك طرفاً يكتُبْ,.’ وطرفًا يقرأ لكنه لايكتب..,
كما اننا سنحمل رسائلنا المجهولة إلى ذاك الشخص الذي اصبح خوفه مجهولاً حينها قد تكون سحر الكلمة لها دور .,.لكنه ليس كـ دوره في بداية عشق كان منذ زمن,.,
حسناً,.,
انا قرأت رسالتك هذه وجدتها جداً شفافه .,
قد تصل للقلوب حتماً,’
لكن ليس لدي ضمان بوصولها
لذلك لن تطالبني حروفك بالضمان ,,.

سيدي ,.,
مادامت ثقتك بأن روحها موجودة هنا او هناك مخبئة في طيات خيالك او واقعك .,
مادمت تعتقد انه هناك الكثير من الحب الذي صنعتماه بنفسيكما ,,ذات يوم ,,
مادمت تغمض عيناك وتسند رأسك وتتذكر كل مادار بينكما كما لو أنه ولد تواً.,
إذاً لن تخطئ مشاعرك .,.
لكن قد تخطئ االحياة وتجبر على البعاد ,,
وتبقى الرسائل رسائل,,.


اعذرني على النقاش الطويل لكنه مجرد حرفاً اردته ان يبلغ الوصول.,.
وجميلة جدآ رسائل المجهول منك,.
مبدع أنتْ,
شكرآ مره آخرى على البوح.

رد: رسائل مجهولة .
 

آه من الحياة والأيام ..
هل نعذلها .. أم نلومها .. أم ننصت لحديثها القاسي
وصوتها الجهوري ، الذي يدوي في عقولنا فيسبب
لنا الإزعاج والارتباك ..
وكم تجمع وتلملم وتودع الحب والوئام في النفوس وبين
الناس ثم تسايرهم حيناً وتبقى لهم حتى يطمئنوا لها وينعموا
بئلفتها ثم تقلب لهم على غرة ظهر المجن ، وتفرق ما جمعت
وتنكأ من الجراح ما التأمت ، وتودع كل حاضر إلى طيات الغابر
من الزمن ، وتلفه في صفحات الأرشيف العتيد ..

ولكن هو كما قلتِ : تبقى الرسائل رسائل .. مجرد حروف وكلمات
على الصفحات والأوراق تشع وعليها وسمة الحزن والأسى


شكراً لكِ سيدتي على هذا الحضور والتواجد في صفحتي الذي
لا شك أنه أضاءها وأضاف عليها النور ..
وشكراً لك على تعليقكِ الضافي والوافي .. فقد جاء مكملاً بل
موضوعاً بحد ذاته ..
لكِ كل الود .. والعرفان .