شبكة ومنتديات همس الأطلال Network Forum whispered ruins

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
موضوعنا اليوم أدوات الكتابة في الماضي
لقد قرأنا في الكتب أن القدامى من البشر كتبوا على العظام وعلى الجلود وعلى أوراق الشجر مثل ورق شجرة البردي0و إباءنا وأجدادنا كتبوا على ألواح خشبية بعد إضافة بعض الإضافات0 ومن المؤكد أن البعض من كبار السن منا لا زالوا يتذكرون الواح المعلامة والذي كانوا يكتبون عليه أو البعض منا كتبوا عليه دروسهم ويتذكرون ذلك اللوح ويتذكرون شكله ومما يصنع ويتذكرون أيضا المواد التي كانت تضاف له لتجهيزه للكتابة فيه وتجميله حتى يكون لونه جميلا ومناسبا لترتاح إليه النفس0
وكذلك أدوات الكتابة مثل الأقلام التي كانوا يكتبون بها ومما تصنع وكيف تصنع (المحبره) الحبرالذي كانوا يكتبون به ...
اذن ... دعونا نتأمل تلك الأيام الخوالي وكيف كان الاباء يعتمدون على أنفسهم وعلى ما هو متوفر في بيئتهم من مواد لتوفير ما يحتاجون إليه في حياتهم ....
ولنقارن بين الامس واليوم لنرى الفرق بين ما نحن فيه اليوم من النعيم وتوفر جميع الاحتياجات في السوق وتوفر المال لشرائها واعتمادنا على غيرنا فيما نحتاجه في جميع شؤون حياتنا0
الله يا لها من أيام ماضية ومن عاشها هومن سيدرك ما تحويه من الحلاوة والمرارة في آن واحد0
الجميل في تلك الأيام أن الناس كانوا على الفطرة ونفوسهم طيبة ومعنوياتهم عالية جدا ويتصفون بالأمانة والصدق وحسن ودماثة الأخلاق والوفاء والإخلاص والتعاون والجد والاجتهاد وكانوا كادحين بكل ما تعنيه الكلمة0
اما المراره في تلك الأيام لن نذكرها لانها ستخرجنا عن موضوعنا فهي كثيره جداً وتحتاج لكثير من الوقت لذكر بعض منها ..
ولنعد لموضوعنا ...

أولا : لوح الكتابة

كان في الماضي طلبة العلم يكتبون دروسهم على لوح من الخشب ارتفاعه50 سم تقريبا وعرضه35سم تقربا وكانوا يجهزون اللوح بأشياء من بيئتهم ويطلقون عليها إسم(تخضير اللوح) وطريقة تجهيز اللوح للكتابة :

1- تصنع قطعة من الخشب المسطح متوسط السمك بمقاس 35x50سم تقريبا ثم ينعم سطح اللوح بحجر ناعم الملمس0

2- يبلل سطح اللوح بالماء ثم يرش برماد النار الفاتح الخالي من التراب والشوائب الأخرى ويترك حتى ينشف الماء والرماد ثم يمسح مسحا خفيفا بقطعة قماش أو براحة اليد الجافة حتى يزول الرماد الزائد

- يحضرون طفية متساوية الأطراف وكمية من ورق نبات العشرق أو ورق نبات السقل أو ورق نبات العبب وتكون الأوراق خضراء طرية ...
4- يثبتون الطفية على سطح اللوح بالعرض ويفركون على اللوح وطرفي الطفية بورق النبات الأخضر وفي اتجاه العرض حتى يخضر سطح اللوح الذي على جانبي الطفية ثم تحرك الطفية وتثبت على مسافة معينة ويعاد فرك الورق على جانبي الطفية وهكذا مع مراعاة أن تكون الحقول الخضراء متساوية العرض إما الحقول الرمادية فتحكمها في التساوي عرض الطفية وفي النهاية يصبح اللوح مقسم إلى حقول.
حقول كبيرة خضراء للكتابة فيها ويفصل بينها حقول رمادية صغيرة هي مكان تثبيت الطفية والحقول الرمادية تكون عبارة عن الخط الذي يفصل بين سطري الكتابة على اللوح وهنا يكون اللوح جاهز للكتابة عليه0

ثانيا: ادوات الكتابــــــه

الآن نأتي إلى كيفية حصولهم على أدوات الكتابة ....

تحضيرالقلم :

كانوا الأولون يصنعون أقلام لكتابة من بيئتهم ومن النبات التالي بالتحديد...
كانوا يأخذون قطعه من عصا قصب (الذرة) اليابس القوي ويقومون ببرايته بالخنجر(السكين) الحاد حتى يصبح على هيئة القلم0

المحبره(حبر الكتابة)
حيث كانوا يصنعون المحبره من الأشياء التالية0
1- الصمغ : كانوا الأولون يأخذون صمغ شجر السلام وصمغ شجر السمر والمر (صمغ) وينقعون كمية من الصمغ في قليل من الماء وبعد أن يذوب الصمغ في الماء يصفى المنقوع من الشوائب بواسطة قطعة قماش خفيف ويضعون المنقوع في إناء صغير أملس من الداخل مثل فنجان القهوة المصنوع محليا من الفخار0
2- السكران وجد : إذا لم يتوفر الصمغ يأخذون كمية من السكر ويذيبونه في قليل من الماء0
3- الحمم او(كربون السراج )اوالفانوس حيث كانوا يأخذون كمية من حمم السراج 0
4- الفحم إذا لم يتوفر (الحمم)يأخذون كمية من الفحم الأسود ويطحنونه جيدا ثم ينخلونه في قطعة قماش شاش0
5- يخلطون منقوع الصمغ أو السكر مع مسحوق الفحم ويخلط جيدا ويصبح مدادا جاهزا للكتابة ويضعونه في إناء يسمونه المحبرة وقد يكون لها اسم اخر ولكن لا يحضرني حالياً ويكتبون به بقلم القصب0

واخيراً ...
بعد علمنا بتلك المعاناه في توفير الادوات البدائيه لتلقي التعليم في ذلك الزمن أتمنى أن يعتبر أبناؤنا وطلاب اليوم ويحمدون الله على النعمة التي ينعمون بها وذلك بتوفر جميع الإمكانيات الدراسية من مدارس مطورة ومكيفة وواسعة وكتب وأقلام مطورة وسبورات الكترونيه ووسائل مواصلات الخ.. من المصادر وزد
على ذلك توفر الغذاء الذي لم يتوفر لمن كان قبلنا والرعاية الصحية الفائقه فليحمدوا الله تعالى على ذلك ويجدون ويجتهدون في تحصيل اعلى الدرجات العلمية التي تمكنهم من بناء ورفعت وطنهم والرقي بمجتمعهم .