شبكة ومنتديات همس الأطلال   Network Forum whispered ruins

شبكة ومنتديات همس الأطلال Network Forum whispered ruins (http://www.hmseh.com/vb/index.php)
-   تاريخ المخلاف السليماني والقبائل العربية والأنساب والعادات والتقاليد (http://www.hmseh.com/vb/forumdisplay.php?f=108)
-   -   مراحل التدوين في المخلاف السليماني ( جازان حالياً ) (http://www.hmseh.com/vb/showthread.php?t=21477)

ناري .. نور 09-21-2013 06:30 PM

مراحل التدوين في المخلاف السليماني ( جازان حالياً )
 
يُّعد التدوين المحلي أحد اتجاهات الكتابة التاريخية وصورها ، وهو يمثل مرحلة من مراحل تطور الكتابة التاريخية عند المسلمين ، وقد جاء نتيجة الضعف السياسي الذي اعترى جسد الدولة العباسية في كثير من أقطارها ، فظهر إزاء ذلك حركات استقلالية سرعان ما نتج عنها شعور وطني أذكاه أصحاب هذه الحركات بتشجيعهم على الكتابة المحلية لما يرونه تخليدًا لأعمالهم ، وإضفاء على شرعية استقلال حكمهم.وقد أدى هذا الشعور بمؤرخي المخلاف السليماني إلى العناية بتدوين أخباره ورصد أهم الحوادث التاريخية الواقعة فيه ، فكان أن ظهرت مؤلفات تاريخية كثيرة تنوعت بين كتب التاريخ والتراجم ، وذلك بدءًا من القرن العاشر الهجري.

أما عن أبرز مؤرخي المخلاف فيمكن استعراضهم في الآتي :

1-أحمد الأسدي :

هو أحمد بن مقبول بن عمر بن أبي بكر بن محمد الأسدي المشهور بالبلاع . أخذ العلم بادئًا عن علماء أبي عريش، وكان ذا فصاحة وبلاغة ، وقد تولى قضاء جازان وكان حسن السيرة في قضائه ، وكانت وفاته بأبي عريش عام 962هـ/ 1554م .
أما كتابه التاريخي فلا يُعرف له اسم إنما ذكر صاحب العقيق أن له تاريخًا بدأه من عام 901 هـ / 1495م وانتهى إلى سنة 960هـ / 1552م ، وهو أكثر ما يختص بالحديث عن إقليم جازان ، وقد مشى فيه على سبيل الاختصار ، وهو يُّعد بكتابه هذا رائد من وضع تاريخًا محليًا في تاريخ المخلاف السليماني .
وإذا كان كتاب الأسدي مفقودًا فإن حفيد أخيه الأسدي الصغير في كتابه الجواهر الحسان قد حفظ الكثير من نصوصه وقد استوعب صاحب العقيق كلا الكتابين كما سيأتي بيان ذلك لاحقًا.

2-صالح النمازي :

هو نور الدين صالح بن صديق النمازي الخزرجي ، الأنصاري الأزد نسبًا الشافعي مذهبًا . ولد ونشأ بالباحر من أعمال مدينة صبيا، وأخذ العلم عن بعض علمائها، ثم رحل إلى زبيد وأخذ عن مجموعة من علمائها ، ثم عاد إلى وطنه مدينة صبيا فلم يطب له المقام بها فهاجر إلى صنعاء بسبب انتقاص حرمة العلماء وعدم سماع كلمتهم ، وهو ما يمكن أن يعبر عنه بتدهور الحياة السياسية في المخلاف في زمنه . وقد ترك عدة مؤلفات مفيدة وكانت وفاته بجبلة عام 965هـ / 1557م .
أما كتابه : " السلاف في أخبار اليمن والمخلاف " ، فهو في حكم المفقود بالرغم من الجهود التي بذلها الباحث في البحث عنه ، وإذا كان لا يوجد معلومات عن زمن تأليفه فإنه يمكن القول أن النمازي ألفه عندما هاجر إلى صنعاء حيث وجد الجو المناسب وابتعد عن القلاقل السياسية التي كانت تدور رحاها في المخلاف ، ويبدو أنه بدأ تأليفه بعد منتصف القرن العاشر الهجري .
على أن أهمية هذا المصدر تظهر في نقولات بعض المؤرخين الذين أتوا بعده حيث ذكر المؤرخ أحمد بن محمد النمازي أنه اطلع على هذا المصدر، وليس من المستبعد أنه نقل عنه الجزء الخاص بتاريخ المخلاف لا سيما ما يتعلق بتاريخ الأسر الحاكمة التي تواجـدت منذ القرن الخامس وحتى القرن العاشر الهجريين ، كالأمراء الغوانم والقطبيين والخواجيين .

3-أحمد بن المقبول الأسدي :

وهو شمس الدين أحمد بن المقبول بن عمر بن المقبول الأسدي (المعروف بأبي الفضائل. قرأ على علماء بلده أبي عريش في فنون كثيرة ، وارتحل إلى مكة المكرمة فقرأ على مشايخها في الفقه والأصلين ، ثم عاد إلى المخلاف وبعد وفاة والده تولى قضاء أبي عريش مدة طويلة، وكانت وفاته عام 1023 / 1614م .
أما كتابه التاريخي فهو المسمى بـ : " الجواهر الحسان في تاريخ أبي عريش وجازان" ، وقد وقع غير واحد من المؤرخين في لبس جراء التشابه بين اسمه واسم أخي جده وهو أحمد بن مقبول المتوفى عام 962هـ/ 1554م - المار ذكره - فنسبوا تاريخه إلى هذا ، كما أن البعض جانب الصواب في مسمى الكتاب عندما وسمه بـ : " الجواهر الحسان في تاريخ صبيا وجازان ".
وبالرغم من أن صاحب العقيق لم يذكر اسم كتاب الأسدي الكبير المتوفى عام 962هـ/ 1554م ولا اسم كتاب الأسدي الصغير المتوفى عام 1023هـ/ 1614م ، إلا أنه يمكن الاستدلال وربط ما ذكره من أن أحمد بن المقبول الذي كان يكنى بأبي الفضائل بما اتفق عليه مؤرخو المخلاف السليماني في القرنين الثاني والثالث عشر الهجريين من أن صاحب كتاب الجواهر الحسان في تاريخ أبي عريش وجازان هو الأسدي الملقب بأبي الفضائل .
ومن هنا يترجح للباحث أن الأسدي الصغير المتوفى عام 1023هـ/ 1614م هو صاحب الكتاب .
وعلى أي حال فقد كان هذا الكتاب إلى عهد قريب موجود كما يذكر أحد المؤرخين حيث أعاره إلى أحد الأشخاص وفقد منه، وقد بذل الباحث جهدًا في تتبعه والحصول عليه إلا أنه لم يظفر به .
ومهما يكن من أمر فقد حفظ صاحب العقيق الكثير من كتابات الأسدي وقد أشار إليه في أكثر من موضع من كتابه .

4-عبدالله بن علي النعمان :

وهو عبدالله بن علي بن محمد بن حسن بن إبراهيم النعمان. وبالرغم من شهرة هذا المؤلف وكتابه إلا أنه لا توجد له ترجمة كاملة من بين كتب التراجم التي أمكن الاطلاع عليها ، تبين مولده ونشأته وطلبه للعلم ، وكل ما ذكر عنه إشارات تفيد على أنه صاحب كتاب العقيق اليماني ، وأنه كان قاضيًا (للمخلاف السليماني ، وحددت وفاته بعام 1078هـ / 1667م.
أما كتابه فهو العقيق اليماني في وفيات وحوادث المخلاف السليماني ، وهو كتاب ضخم يؤرخ للحوادث والوفيات بين عام 750- 1068هـ / 1349-1657م.
وإذا كانت أهمية كتابه تكمن في نقولاته عن سابقيه من المؤرخين إذ قد حفظ بنقله هذا مادة تاريخية هائلة وهي المدة المؤرخة التي تبدأ منذ عام 750 / 1349- وإلى أوائل القرن الحادي عشر الهجري لا سيما فيما يتصل بما دون في تاريخ المخلاف حيث تظهر نقولاته في استيعابه لما دونه أحمد بن المقبول الأسدي الملقب بأبي الفضائل (ت 1023هـ/ 1614م الذي استوعب هو الآخر كتاب أحمد بن مقبول الأسدي ( ت962هـ / 1554م الذي سطره في تاريخ إقليم جازان ، ويُّعتبر النعمان بعمله هذا قد قدم خدمة جلية إذ إنه حفظ نصوص الكتاب الذي يُّعد في حكم المفقود .
إلا أن الأهمية البارزة لكتابه تنحصر في المدة التي عاصرها ، فقد كان شاهد عيان لحقبة مهمة وهي الحقبة التي صاحبت الوجود العثماني الأول في المخلاف السليماني حيث كان من أبرز معالمها عدم الاستقرار السياسي في المنطقة واستتباب الأمن فيها .

5-محمد بن أحمد الأسدي :

بالرغم من شهرة أسرة هذا المؤرخ إلا أن المصادر التاريخية التي تسنى للباحث الرجوع إليها لم تتصد لترجمته وبيان حاله ، ويبدو أنه كان أحد علماء أبي عريش حيث وصف بالعلامة في إحدى نقولات صاحب خلاصة السلاف عنه .
وإذا كان صاحب السلاف قد نقل مقدمة الأسدي التي جاء فيها على ذكر أسماء لبعض المؤرخين ومنهم ابن أبي الرجال الذي يُّعد آخرهم وفاة ؛ حيث توفي عام 1092هـ / 1681م ، فهذا يعني احتمالية أن الأسدي قد عاش في النصف الأول من القرن الثاني عشر الهجري .
أما عن مسمى كتابه فيذكر صاحب السلاف أن له كتابًا يسمى : " بهجة الزمان المكمل للجواهر الحسان " المار ذكره آنفًا ، وقد تتبع الباحث هذا المصنف إلا أنه لم يظفر به .
ويُّعد نقل صاحب خلاصة السلاف لمقدمة الأسدي إشارة مهمة وهي أن حلقة التأليف في تاريخ المخلاف لم تنقطع فضلاً في أن هذه الإشارة تقدم حافزًا قويًا على تتبع هذا الكتاب إذ ربما قد تحتفظ به بعض الأسر المحلية التي تقطن في منطقة جازان لا سيما أسرة الأسدي.

6-علي بن عبدالرحمن البهكلي :

مولده بضمد عام 1073هـ/ 1662م ، وبعد حفظه للقرآن الكريم ، طلب العلم على علماء بلدته ، ثم شمر الرحلة للطلب خارج المخلاف السليماني ، فارتحل إلى اليمن ، وأخذ عن علمائها في كل من صعدة والشرف وصنعاء ، وما أن عاد إلى وطنه ، حتى غدا محققًا في الأصلين ، بالإضافة إلى براعته لعلوم العربية ، وكانت وفاته عام 1114هـ / 1702م ، وخلف وراءه بضعة مصنفات.
وقد ألف كتابًا في التاريخ أسماه بـ : " العقد المفصل بالعجائب والغرائب في دولة الشريف أحمد بن غالب " ، وهو مخصص كما يتضح من العنوان في سيرة هذا الشريف القادم من مكة المكرمة والذي حكم المخلاف في المدة بين عام 1102 – 1105هـ / 1593- 1596م . وبالرغم من أن المدة المؤرخة في الكتاب لا تتجاوز أربع سنوات إلا أنه يُّعد المصدر الوحيد لتلك الحقبة ،كما أنه ضم تفاصيل مهمة ودقيقة شهدها المخلاف وقتذاك فضلًا عن أن مؤلفه كان معاصرًا وشاهد عيان في تلك المدة .

7-أحمد بن محمد النمازي :

من الملفت للنظر أن المصادر المخلافية لم تتصد لترجمة هذا المؤرخ ، وكل ما ذكر عنه اتصافه بالأدب ، وأن له شرحًا على مقامة أدبية.
ويتضح من تاريخ النمازي أنه عاش قريبًا من منتصف القرن الثاني عشر الهجري ، حيث أورد بعض الإشارات عن أول حاكم من الأسرة الخيراتية في ذلك الوقت وهو الشريف أحمد بن محمد آل خيرات الذي تولى الحكم في المدة بين عام 1141هـ - 1154هـ / 1728-11741م.
أما كتابه المعنون بـ " خلاصة السلاف في تاريخ صبيا والمخلاف " فقد مر بمرحلتين حيث ذكر النمازي في مقدمة تاريخه أنه كتب تاريخًا مشتملًا على كثير من حوادث المخلاف أسماه : " السلاف في أخبار صبيا والمخلاف " ، وقد جعله ذيلًا على مؤلف صالح النمازي وهو : " السلاف في أخبار اليمن والمخلاف " .
غير أنه رأى وبعد مدة أنه قد فاته تدوين بعض الحوادث والأخبار فأخذ مستدركًا في إضافتها إلا أنه رأى تغيير اسم كتابه فاستقر به الحال على تسميته : " خلاصة السلاف في أخبار صبيا والمخلاف " ، وجعله – كما يقول – ذيلًا على كتابه الأول.
ومن الجدير بالذكر أن المتداول حاليًا بين سكان منطقة جازان هو الكتاب الثاني للنمازي وهو الخلاصة ، في حين ظل كتابه الأول السلاف في حكم المفقود .
أما مضمون الكتاب فهو يؤرخ للأسر الحاكمة في المخلاف منذ أيام الأشراف الغوانم وانتقال الحكم بعد ذلك من هؤلاء إلى بني عمهم الأشراف القطبيين ثم استقرار الحكم في يد أسرة الأشراف الخواجية .
وإذا كان أغلب ما جاء عن هؤلاء كله مجرد نقولات عن مؤرخين سابقين فإن في حديث النمازي عن الصراع الذي نشب بين الأشراف الخواجيين والشريف أحمد بن محمد الخيراتي هو حديث المعاصر حيث كان شاهد عيان وواقف على تلك المدة ، وهو وإن كان يمثل وجهة نظر الخواجيين ( حكام صبيا ) وميوله ظاهرة تجاههم إلا أن المادة العلمية المقتضبة التي أتى بها عن الشريف أحمد بن محمد الخيراتي يمكن أن تشكل مجالًا رحبًا للمقارنة بما ورد في كتابات عبدالرحمن بن حسن البهكلي في خلاصة العسجد الذي يُّعد أول من انفرد بالكتابة عن أسرة آل خيرات بشكل مفصل .


-الحسن بن علي البهكلي :
عالم ، فقيه ، أديب ، شاعر . مولده بهجرة ضمد عام 1099هـ / 1687م ، ونشأ في حجر والده ، ورباه خاله علي بن عبدالرحمن البهكلي ورافقه حضرًا وسفرًا ، متتلمذا على يديه وآخذًا عنه جل معارفه ، ثم رحل إلى صنعاء وأخذ عن علمائها ، وبعد عودته إلى المخلاف شد الرحال إلى مكة المكرمة حاجًا وآخذًا عن علمائها ، وبعد رجوع إلى وطنه تولى قضاء جازان وأبي عريش مدة ، وكانت وفاته بأبي عريش عام 1155هـ / 1742م .
أما مؤلفه التاريخي ، فيذكر ابنه عبدالرحمن – الآتي ذكره – أن له تاريخًا منظومًا في حوادث أيامه ، وقد تتبع الباحث هذا المصنف لدى أسرة البهاكلة في منطقة جازان ولم يجد أي معلومات لديهم تتصل بوجوده ، ويرجح الباحث مكان وجوده لدى أسرة آل النعمان ببلدة الشقيري ، وذلك لعنايتهم بحفظ المدونات التي تخص تاريخ المخلاف وتراثه .

9-عبدالرحمن البهكلي :
هو عبدالرحمن بن حسن بن علي البهكلي ، من علماء المخلاف السليماني .
ولد بضمد عام 1148هـ / 1735م ، وأخذ عن علمائها ، وبعد أن برع في الفروع وأتقن النحو والصرف رحل إلى زبيد ولازم علماءها ولم يعد إلى المخلاف إلا وأصبحت لديه يد طولى في علوم الاجتهاد مع دراية عالية في فنون التحقيق والتدقيق ، وقد تولى قضاء أبي عريـش وسائر المخلاف السليماني في عهد الشريف محمد بن أحمد ، وكانت وفاته بها عام 1224هـ / 1809م.
وقد ترك مؤلفين اثنين في تاريخ المخلاف السليماني هما :
أ‌-خلاصة العسجد في دولة الشريف محمد بن أحمد .
ب‌-نزهة الظريف فيما جرى بين أولاد الشريف محمد بن أحمد.

وتكمن أهمية كتابه الأول الذي يؤرخ للمدة بين عام 1141- 1184هـ/ 1728-1770م بكونه المصدر الوحيد المعاصر الذي تناول عهد الشريف محمد بن أحمد الخيراتي 1154- 1184هـ/ 1741- 1770م وجهوده الرامية في تكوين الاستقلال السياسي للمخلاف وتوحيده ، وقد قدم معلومات تفصيلية لجميع الحوادث التي خاضها الشريف محمد وهي معلومات قلما وُجد لها مثيل في أي مصدر آخر معاصر .

وإذا كان البهكلي قد خصص كتابه هذا للشريف محمد إلا أنه لم يغفل في رسم خطوط متكاملة عن الأسرة الخيراتية حيث تحدث في بداية كتابه عن جد الأسرة ، الشريف خيرات ، وعن سبب مجيئه إلى المخلاف قادمًا من مكة المكرمة ، كما تطرق في الحديث عن حفيده الشريف أحمد بن محمد ( 1141- 1154هـ/ 1728- 1741م ) واضع اللبنات الأولى لإمارة آل خيرات في المنطقة ، وهو بعمله هذا أراد أن يقدم للقارئ مادة تاريخية عن ماهية الأسرة الخيراتية وذلك قبل أن يلج مباشرة إلى الموضوع الرئيس من كتابه وهو الحديث عن عهد الشريف محمد بن أحمد الخيراتي .
أما كتابه نزهة الظريف فهو ذيل لكتابه الأول ، وقد خصصه في الحديث عن أولاد الشريف محمد بن أحمد ، وهو يتناول المدة بين عام 1185- 1204هـ/ 1771- 1789م ، وهي المدة التي تردت فيها أحوال المخلاف جراء الصراع الأسري الذي نشب بين أفراد البيت الحاكم من أسرة آل خيرات.

ويتميز البهكلي في كتابه هذا بدقة معلوماته وغزارتها ، وهذا يعود إلى معاصرته بل إنه كان مشاركًا في بعض الحوادث حيث إنه توسط مع مجموعة من العلماء لإنهاء الحالة المتردية في المخلاف وذلك بالتوصية لعزل الشريف حيدر بن محمد الذي كان حكمه محل غضب واستياء العامة ، وكان من نتيجة وساطته أن تعرض للسجن قرابة عام كامل .
على أن هناك ضبابية تشوب موقف البهكلي في عدم إكماله لتاريخه هذا إذ إنه توقف فيه عند حوادث عام 1204هـ/ 1789م وكانت وفاته عام 1224هـ / 1809م.

والواقع أن هناك ثمة احتمالات حول توقف البهكلي فهو إما أنه قام بإكماله إلى قبيل وفاته وفُقد هذا الإكمال ، بيد أن هذا الاحتمال يُضْعِف من قوته عدم إشارات كتابات ابن أخيه ، البهكلي الآخر في نفح العود ، الذي بدأ كتابه بحوادث عام 1213هـ/ 1798م ، فضلًا عن أن عاكشًا – أيضًا - رجع إلى كتاب نزهة الظريف في الفتنة التي وقعت في المخلاف الشمالي عام 1202هـ / 1787م ولم يشر إلى الحوادث التي تلت عام 1204هـ/ 1789م ، مما دل على توقف البهكلي عند عام 1204هـ/ 1789م .
أما الاحتمال الآخر وهو الأقرب للواقع فيكمن في الحالة النفسية التي كان عليها البهكلي فلم تكن الحوادث التاريخية التي تصدى لها في كتابه هذا مشجعة له على استكماله حيث تردت أوضاع المخلاف السياسية والاقتصادية والعلمية في هذه المدة ، وهجره الكثير من الأهالي والعلماء نتيجة هذه الظروف .

10-عبدالرحمن بن أحمد البهكلي :
ولد بصبيا عام 1182هـ/ 1768م ، ونشأ في حجر والده ، آخذاً عنه بعض المختصرات ، ثم طلب العلم في مدن المخلاف السليماني ، ثم ارتحل الى صنعاء وأخذ عن علمائها ولازم شيخه الشوكاني وغيره من علماء صنعاء ، وقد تولى قضاء بيت الفقيه ، وكانت وفاته ببيت الفقيه عام 1248هـ / 1832م ، مخلفًا وراءه بضعة مصنفات .
أما كتابه التاريخي : " نفح العود في سيرة دولة الشريف حمود " ، فهو يتناول الحوادث بين عام 1213- 1225هـ / 1798- 1810م.

وقد تميز البهكلي كما تميز سابقوه بمعايشته للوقائع والحوادث التاريخية فقد كان معاصرًا ومعاينًا لها ويكتب عن قرب بل إنه كان مشاركًا في بعض منها.
وإذا كان البهكلي الكبير لم يكمل كتابه نزهة الظريف وتوقف فيه عند حوادث عام 1204هـ / 1789م ، فإن البهكلي الصغير قد توقف عند حوادث عام 1225هـ/ 1810م وعاش بعدها ثلاثًا وعشرين سنة ، ويقدم محقق كتابه احتمالين لتوقفه ، الأول : إما أنه قام بإكماله وفقد منه ما فقد من حوادث بعد عام 1225هـ/ 1810م ، والاحتمال الثاني يكمن في توقف البهكلي جراء مرض لازمه إلى حين وفاته .

ويختلف الباحث مع ما ذهب إليه المحقق ؛ فبالنسبة للاحتمال الأول فإن عاكشًا قد ذكر أن شيخه البهكلي لم يكمل كتابه ، وبلغ فيه إلى حوادث عام 1225هـ/ 1810م ، وقام هو بإكماله إلى حوادث عام 1233هـ / 1817م .
أما من حيث الاحتمال الثاني فإن البهكلي لم يتعرض لمرض لازمه مدة طويلة بل كان في قمة نشاط العلمي ، ولم يرد في المصادر التاريخية المعاصرة ما يفيد بتعرضه لهذا المرض ؛ إنما كل ما ذكر من أن شخصًا دس له سمًا في آخر حياته فمات على إثره.
كما أن للبهكلي كتاب آخر في وفيات أعيان القرن الثالث عشر الهجري ، أشار إليه في نفح العود ، وتتبعه عاكش ولم يعثر عليه ، ورجح أنه لم يكمل.

11- علي بن محمد النعمان :
تتبع الباحث معظم كتب التواريخ والتراجم التي تصدت لتاريخ أعلام المخلاف فلم يعثر على ترجمة لهذا المؤلف ولا عن زمن حياته.
ومهما يكن من أمر ، فالمؤلف ينتمي إلى أسرة آل النعمان التي تقطن حاليًا بلدة الشقيري من ضواحي ضمد ، وقد اشتهر أفرادها بالعلم ، وتوارثوه منذ أوائل القرن العاشر الهجري حتى نهاية النصف الأول من القرن الرابع الهجري .
أما كتابه فهو معنون بـ : شرح الصادح والباغم ، ويظهر أنه معني بتاريخ المخلاف السليماني ، وقد ذكره عاكش في ثلاثة مواضع ، من بينها موضع جاء الحديث فيه عن مسمى ونسبة المخلاف السليماني .
وإذا كانت أسرة آل النعمان تحتفظ بتراث المنطقة وتاريخها في مكتباتها الخاصة ولا تطلع الباحثين عليها فقد استطاع أحد المهتمين بتاريخ المنطقة من الاطلاع على كتاب شرح الصادح والباغم، وذكر أنه مكون من جزأين ضخمين تناولت مادتهما أنساب قبائل المخلاف وأهم الحوادث التاريخية الواقعة فيه .
هذه عجالة لأهم وأبرز مؤرخي المخلاف الذين ظهروا منذ القرن العاشر وحتى القرن الثالث عشر الهجريين ، ويلحظ الباحث من خلال عناوين مؤلفاتهم ومادتها العلمية انحصارها في نطاق التدوين المحلي ، وهذا يعود إلى تمتع المخلاف بالاستقلالية السياسية في بعض عصوره التاريخية


منقول

ابوعلي 09-22-2013 01:47 PM

رد: مراحل التدوين في المخلاف السليماني ( جازان حالياً )
 
ناري نور
مشكوره على هذا الموضوع القيّم والمفيد .
فبارك الله فيك ودمتِ بحفظ الرحمن

زهرة الليلك 09-22-2013 11:46 PM

رد: مراحل التدوين في المخلاف السليماني ( جازان حالياً )
 
نورت متصفحي يابو علي مشكور كتير


الساعة الآن 07:40 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
.:: تركيب وتطوير مؤسسة نظام العرب المحدودة ::.
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع الحقوق محفوظة لـشبكة ومنتديات همس الأطلال