مصالح الحب هي تلك الأخلاقيات المشتملة عليها النفس العالية العظيمة ، وسلوكيات
النفس النزيهة والسليمة ، والاحتياجات الأساسية لا ستمرار الحب وقوته وديمومته
ما دامت نفوس المحبين ، فالمشاعر والأحاسيس الصادقة المتبادلة بين طرفين هي الكنف
الآمن للحب . وليس تلك المصالح الرخيصة التافهة أساساً متينا للحب .

أما حب المصالح فهو حب مؤقت مفرغ من روح الحب الحية والأحاسيس الصادقة
والمشاعر الجياشة ، كالأنبوب الأجوف ترى المساحات من أحد أطرافه على غير
حقيقتها لا تتجاوز مقدار مساحة فوهة الأنبوب التي تنظر منها إلى الجهة الأخرى

حب مصلحة يمارسه أحد ما على قدر حاجته ومراده وما يترنح في نفسه من خبث
وضعف واستمراره مرهون بمقدار الحاجة ومدة الحصول عليها ، فإذا انقضت حاجته
وحصل على مراده ومبتغاه انكفأت مشاعر الحب والأحاسيس المصطنعة المستعارة
وتلاشت كلها إلى حين تعرض حاجة أخرى ، وتغيرت النفس والشخص وعاد إلى أصله
وممارساته وحقيقته الوضيعة ، وأساليبه الرخيصة وأوقف مشاعر الحب والأحاسيس
التي كان يدعي أنه يتلظى بنارها ويتقلب في نارها إلى أن تعرض له حاجة أخرى
فيبدأ في استدعاء تلك المشاعر الكاذبة الفاسدة الوضيعة ، ويخوض غمار حبه الهزلي
المزعوم من جديد مستغلاً حسن طوية الطرف الآخر وصدقه وبراءة قلبه ونزاهة
نفسه وسلامة معتقده في الحب .

لله ما أفظع وأسوأ تلك النفوس ويا لدناءتها عندما تحب هزلاً ، وتدعي الحب ظلماً
وزوراً حتى تحصل على مصالحها وتتحقق أهدافها وهي متسترة في اسم الحب
متدثرة بدثاره وجماله وروحه التي تدب في حروف كلمته ، فإذا حصلت على ما تريد
عادت إلى الاختفاء والانكفاء وتنصلت من كل قيم الحب والصدق والوفاء
والإخلاص ودفنت تلك الأحاسيس والمشاعر تحت ثرى الحب الكاذب والغدر والكذب
والخديعة ونسيت كل شيء خلف قضبان الخبث والدناءة .

سلمت الاكف وروائع الذووق
طبت بعافية وسعادة
!!