شبكة ومنتديات همس الأطلال   Network Forum whispered ruins

شبكة ومنتديات همس الأطلال Network Forum whispered ruins (http://www.hmseh.com/vb/index.php)
-   أطلال إيمانية عامة (http://www.hmseh.com/vb/forumdisplay.php?f=61)
-   -   كل من عليها فان (http://www.hmseh.com/vb/showthread.php?t=18562)

أذكاري منبع حياتي 02-21-2013 11:44 PM

كل من عليها فان
 



“كل من عليها فان. ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام"



ويبقى الله


يقول الحق سبحانه في سورة الرحمن “كل من عليها فان. ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام. فبأي آلاء ربكما تكذبان. يسأله من في السموات والأرض كل يوم هو في شأن. فبأي آلاء ربكما تكذبان. سنفرغ لكم أيها الثقلان. فبأي آلاء ربكما تكذبان. يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان. فبأي آلاء ربكما تكذبان. يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران. فبأي آلاء ربكما تكذبان” (الآيات من 26 إلى 36).




بعد أن تحدث الحق سبحانه وتعالى في الآيات السابقة على هذه الآيات عن بعض مظاهر قدرته، ونعمه على عباده، تحدث سبحانه في هذه الآيات عن تفرده بالبقاء، وعن افتقار الناس إليه وحده وغناه عنهم.

والضمير في “عليها” يعود إلى الأرض والمراد بمن عليها: كل من يعيش فوقها.



زوال المخلوقات

والمعنى: كل من على الأرض من إنسان وحيوان وغيرهما سائر إلى الزوال والفناء “ويبقى وجه ربك” وذاته بقاء لا تغير معه ولا زوال، فهو سبحانه “ذو الجلال” أي: ذو العظمة والاستغناء المطلق “والإكرام” أي: والفضل التام، والإحسان الكامل.

قال القرطبي في تفسيره: لما نزلت هذه الآية “كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام” قالت الملائكة هلك أهل الأرض، فنزلت الآية “كل شيء هالك إلا وجهه” فأيقنت الملائكة بالهلاك.

وقوله “ويبقى وجه ربك” أي ويبقى الله، فالوجه عبارة عن وجوده وذاته، وهذا الذي ارتضاه المحققون من العلماء.

وقوله تعالى: “يسأله من في السموات والأرض كل يوم هو في شأن” بيان لغناه المطلق عن غيره واحتياج غيره إليه.
والمراد باليوم هنا: مطلق الوقت مهما قل زمنه.. والشأن: الأمر، والحدث المهم.

والمعنى أنه سبحانه يسأله من في السموات والأرض سؤال المحتاج إلى رزقه، وفضله، وستره، وعافيته، وهو عز وجل في كل وقت من الأوقات، وفي كل لحظة من اللحظات في شأن عظيم، وأمر جليل حيث يحدث ما يحدث من أحوال في هذا الكون فيحيي ويميت، ويعز ويذل، ويغني ويفقر، ويشفي ويمرض، دون أن يشغله شأن عن شأن.

قال الألوسي في تفسيره: قوله “كل يوم هو في شأن” أي كل وقت من الأوقات هو في شأن من الشؤون، التي من جملتها إعطاء ما سألوا، فإنه سبحانه لا يزال ينشئ أشخاصا ويفني آخرين، ويأتي بأحوال، حسبما تقتضيه إرادته المبنية على الحكم البالغة”.
جاء في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري وابن ماجه عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: هذه الآية: “من شأنه أن يغفر ذنبا، ويفرج كربا، ويرفع قوما، ويخفض آخرين”.



محاسبة الإنس والجن

ثم هدّد سبحانه الذين يخالفون أمره تحذيرا شديدا، فقال: “سنفرغ لكم أيها الثقلان فبأي آلاء ربكما تكذبان”.. أي سنقصد يوم القيامة إلى محاسبتكم أيها الإنس والجن على أعمالكم وسنجازيكم عليها بما تستحقون، وسيكون هذا شأننا أيها الثقلان في هذا اليوم العظيم.

ومعنى قوله عز وجل “يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا..” أن الله سبحانه وتعالى سيحاسبهم ويجازيهم على أعمالهم يوم القيامة وسيقول لهم على سبيل التعجيز والتحدي: يا معشر الجن والإنس، إن استطعتم أن تنفذوا وتخرجوا من جوانب السموات والأرض ومن نواحيها المتعددة فانفذوا واخرجوا وخلصوا أنفسكم من المحاسبة والمجازاة.

ومعنى قول سبحانه: “لا تنفذون إلا بسلطان” بيان للتعجيز المتمثل في قوله “فانفذوا” والسلطان المراد به هنا: القدرة والقوة.

أي: لا تنفذون من هذا الموقف العصيب الذي أنتم فيه إلا بقدرة عظيمة، وقوة خارقة، تزيد على قوة خالقكم الذي جعلكم في هذا الموقف، ومن أين لكم هذه القوة التي أنتم أبعد ما تكونون عنها؟

فالمقصود بالآية الكريمة تحذير الفاسقين والكافرين من التمادي في فسقهم وكفرهم، وبيان أنهم سيكونون في قبضة الله تعالى وتحت سلطانه، وأنهم لن يستطيعوا الهروب من قبضته وقضائه فيهم بحكمه

أبو خلدون 02-21-2013 11:46 PM

ميمي...
بارك الله في جهودك
وشكراً جزيلاً لك على هذا الموضوع القيم .


الساعة الآن 03:26 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
.:: تركيب وتطوير مؤسسة نظام العرب المحدودة ::.
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع الحقوق محفوظة لـشبكة ومنتديات همس الأطلال