في هذا الموضوع سوف نلتقي مع أديب وعالم عربي كبير ، له مكانته
المعروفة في التاريخ والأدب ، وكذلك الاجتماع ، سنتعرف من خلال حوارنا معه
عن أهم جوانب حياته وأعماله وإنجازاته التي لا زالت بين أيدينا حتى اليوم .

ولكي نلقي الضوء أكثر على تلك الجوانب فقد أجرينا معه هذا الحوار الممتع نرجو
أن تستمتعوا به أنتم أيضاً وتحصلوا على الفائدة المرجوة .

-------------------------
أديبنا الفاضل .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الأديب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
في هذا اللقاء الذي سعدنا به نود أن نطرح عليك بعض الأسئلة لتلقي من خلالها الضوء
على بعض من جوانب حياتك فهل تسمح لنا بذلك ؟

على الرحبة والسعة وأهلاً ومرحباً بكم .

س. في البداية نود أن تخبرنا عن مولدك في أي مكان ومتى ؟
حباً وكرامة : أنا ولدت في أول رمضان سنة اثنتين وثلاثين وسبع مائة في تونس .

س .قرأنا في كتابك الذي عرف باسمك فيما بعد بأنك حفظت الكثيرمن الفنون والعلوم فهلا ذكرت لنا بعضاً منها ؟

ج. نعم لقد حفظت الكثير والكثير والحمد لله ، من الفنون والآداب والتاريخ وكذلك الاجتماع ، وسأذكر شيئاً منها إن شاء الله تعالى :
لقد حفظت القرآن الكريم قبل كل شيء ، والشاطبيتين ، ومختصر ابن الحاجب الفرعي ،
وكذلك التسهيل في النحو ، والمعلقات ، وحماسة الأعلم ، وكذلك شعر حبيب بن أوس
وقطعة من شعر المتنبي ، وسقط الزند للمعري ، وغيرها .

س . وهل قرأت على المشائخ الكتب ؟
ج . نعم لقد قرأت الكثير والكثير من الكتب على المشائخ في عصري
وكذلك قرأت القراءات السبع ، وسمعت الحديث وتفقهت ، واعتنيت بالأدب
وكذلك أمور الكتابة والخط .

س . وهل أخذت ذلك عن أحد أم أنه اجتهاد منك ؟
ج . لا . بل أخذت ذلك عن أبي وغيره كابي سعيد البراذعي ، والوادياشي
وأبي البركات البلقيني ، والحصائري وابن بحر وابن الشواس الزواوي
وابن القصار ، والعلاء الإشبيلي ، وعبد المهيمن الحضرمي ، وكذلك محمد بن
إبراهيم الآبلي .

س . ما هي الأعمال الي وليتها ؟
ج . وليت كتابة العلامة عن صاحب تونس .

س . توجهت في سنة 753 إلى فاس فهلا ذكرت لنا ماذا حدث لك
في ذلك العام ؟
ج . نعم توجهت إلى فاس سنة 753 فوقعت بين يدي سلطانها أبي عنان
ثم امتحنت واعتقلت ، نحو عامين ، ثم وليت كتابة السر لأبي سالم أخي
أبي عنان ، وكذلك النظر في المظالم .
ثم دخلت بعد ذلك الأندلس سنة 764 هـ وتلقاني سلطانها ابن الأحمر ونظمني في
أهل مجلسه .

س . وهل استقريت عنده أم واصلت ترحالك ؟
لا .. فقد نزحت إلى تلمسان ، حيث استدعاني صاحبها ، وأقمت بوادي العرب
مدة ثم توجهت إلى فاس من بسكرة ، فاقمت بها سنتين ثم توجهت إلى الأندلس
ثم عدت إلى تلمسان ، وأقمت بها أربعة أعوام ، وبعد ذلك ارتحلت إلى تونس سنة
780 هـ .

س . عرفنا ايضاً أنك قدمت إلى الديار المصرية فمتى كان ذلك ؟
ج . نعم كنت قد استأذنت في الحج فاجتزت البحر إلى الأسكندرية
في ذي القعدة سنة 784هـ فحججت ثم عدت إليها ، فأكرمني أهلها
وأكثروا ملازمتي ، ثم تصدرت للإقراء ، بجامع الأزهر ، ولازمت الطنبغا الجوبابي
ودرست المحية بمصر ، ثم قضاء المالكية وذلك في جمادى الآخرة سنة 786هـ

س . قيل فيك أقوال جميلة من بعض العلماء والأدباء فهلا ذكرت لنا شيئاً منها ؟
ج . نعم .. فقد قال عني البشبيشي أنني كنت فصيحاً مفوهاً ، جميل الصورة
حسن العشرة .

وقال عني أيضاً ابن الخطيب : إنني رجل فاضل ، جم الفضائل ، رفيع القدر
أصيل المحد ، وقور المجلس ، عالي الهمة ، قوي الجاش ، متقدم في الفنون
العقلية والنقلية ، ومتعدد المزايا ، شديد البحث كثير الحفظ صحيح التصور
بارع الخط حسن المعاشرة ، مفخر من مفاخر العرب .

س . لا شك أن لك من المؤلفات غير الإنشاءات النثرية والشعرية الكثير
فهل تذكرها لنا ؟
ج . نعم هي كثيرة منها : التاريخ العظيم المترجم بالعبر في تاريخ الملوك والأمم
والبربر ، ومقدمة حوت جميع العلوم .

س . سؤالنا الأخير : نريد أن نعرف نبذة عنك وترجمة لك .
ج. على الرحب والسعة ولكنني أرجو أن تضعوا ذلك في رد آخر
بعد هذه المقابلة حتى يقرأ عني القراء الفاضل وبعد ذلك
يعرفون من أنا ، وأتمنى أن تشترطوا لقراءة الترجمة ألا تظهر
إلا لمن يضع رداً .

على الرحب والسعة ولك ما أردت أديبنا الفاضل .

أعزائي القراء بهذا نكون قد ختمنا هذه المقابلة
الشخصية مع عالم وأديب عربي معروف ولا يسعنا
إلا أن نلبي له طلبه حيث سنضع
ترجمة له في رد على هذه المقابلة لا تظهر إلا لمن يضع رداً
عليها .
أتمنى لكم المتعة والفائدة .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركات .