لا تلوميني ، فعشقتك قد جرت مابين لحمي وعظمي . لا تعذليني إذا رأيتيني أكثر السؤال عنكِ لأنني حينها أكون في قلقٍ شديد عليكِ ، وبي من الشوق مالم يجعلني أحتملُ الانتظار إلى وقتٍ آخر ، وبي من الحنين أناتٍ وذكرياتٍ تتزاحمُ في مخيلتي تكاد تصرعني وتجعلني أجثو على ركبتي ، لأنني قد وجهتُ إليكِ كل ما في من مشاعر وإحاسيس فصارت تمر إليكِ مع ذرات الهواء وهي تشد معها نفسي وجسدي وتهفهف قلبي ، فلا أحتمل الانتظار . ولا تنزعجي من كثرة رسائلي إليكِ التي تتوالى عليكِ فما ذلك إلا بسبب اهتمامي الكبير بكِ ، وبسبب حبكِ الذي تملك من الروح والشعور والإحساس ، حتى أنني أعتقد أحياناً أنني مسحور أو بي طائف من الجن ، فأتذكر أنني قد أحببتكِ وقد صار حبكِ طائف يمسني ، ومس يصرعني فأزداد بكِ هياماً وإليكِ شوقاً وحنيناً وقد تزيد تلك الرسائل في التتابع إليكِ كلما رأيتُ أنها لم تصلكِ ولم تطلعي عليها حتى أطمئن أنها قد وصلت إليكِ وارتوت من رذاذ همسكِ ودبت فيها الحياة من طرف لسانكِ ، وصوتكِ الهامس بها . لا تنزعجي من كثرة سؤالي عنكِ وقلقي عليكِ فما ذلك إلا بدافع حبي الشديد لكِ وشوقي ، وأبحث عن كتاب كريم منكِ ، يشفي ما بداخلي من أوجاع البعادِ وألم تركته أميال المسافة ، وضوء أمل بلقاء قريب ، تنطفئ فيه جمرة الأشواق وتتقطع حبال البعد وتمتد سلاسل الوصل واللقاء ، ويبل ما بروحي من عطشٍ إليكِ ، فبكلمة منكِ ترتوي عروقي ، وتتشبعُ نفسي ، وتتفتح أزهارُ عمري ، وتتفتح ورود أمنياتي وتغدق آمالي في أنهار عاطفتكِ التي أتحسسها في جسدي وتنعش قلبي ، وتشبع إحساسي التي تسقين بها روحي وتروين عروقي ، وتبرأ بكلمة منكِ جراحي . لا تلوميني إذا رأيتِ مني تصرفاً ممزوجاً بغضب فالحب فيه بحر طويل لا ساحل له ولا مرافئ ترسو عليها سفينة عشقي ، والعشق فيه حياة أعيشها في حبكِ وعشقتكِ التي قد جرت ما بين لحمي وعظمي . |
الساعة الآن 03:19 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
.:: تركيب وتطوير مؤسسة نظام العرب المحدودة ::.
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع الحقوق محفوظة لـشبكة ومنتديات همس الأطلال