تُبيِّن دراسةٌ حديثة أنَّ تناولَ وجباتٍ خفيفةٍ وغير صحيَّةٍ قد يزيد من خطر سرطان القولون والمُستقيم عندَ الأشخاص الذين لديهم قابليَّة وراثيَّة لأنواع مُعيَّنة من السرطان.
اشتملت الدراسةُ على 486 شخصاً لديهم مشكلةٌ تُدعَى مُتلازمة لينش، وهي حالةٌ وِراثيَّة تُسبِّبها طفراتٌ أو تغيُّرات في الجينات التي تُساعِد على ترميم الحمض النووي داخل الخلايا؛ ويُواجه الأشخاصُ الذين لديهم هذه الحالة خطراً كبيراً للإصابة بسرطان القولون والمُستقيم وسرطان البِطانة الرحميَّة وأنواع أخرى من السرطان في مُقتبل العُمر.
أظهر بحثٌ سابقٌ أنَّ استهلاكَ الكُحول وكثرة تناول اللحوم الحمراء والمُصنَّعة يُمكن أن يزيدَ من خطر السرطان عندَ الأشخاص الذين لديهم مُتلازمة لينش؛ كما أنَّ التدخينَ والبدانة يُعتبران من عوامل الخطر الأخرى المُحتَملة.
أدلى المُشاركون في الدراسة بمعلوماتٍ حولَ عادات الأكل لديهم، وتابع الباحِثون حالاتهم لفترة 20 شهراً تقريباً. في أثناء فترة المُتابعة, جرى التحرِّي عن سليلات أو بوليبات قولونيَّة مُستقيميَّة (أورام مُحتملة التسرطُن) عندَ 58 من المرضى.

قالت مُعِدَّةُ الدِراسة أكي بوتما، من جامعة ويغينينغن في هولندا: "رأينا أنَّ مرضى مُتلازمة لينش الذين يتَّبعون طرازاً في الأكل يقوم على تناول الكثير من الوجبات الخفيفة, كالوجبات سريعة التحضير ورقائق البطاطا أو الوجبات الخفيفة المَقليَّة, كانوا أكثرَ ميلاً بمرَّتين للإصابة بهذه الأنواع من السليلات مُقارنةً بمرضى مُتلازمة لينش الذين يتَّبعون طرازاً يقوم على تناول القليل من الوجبات الخفيفة".

تُشير نتائجُ الدراسة إلى أنَّ عاداتِ الأكل قد تُؤثِّر في نموِّ السليلات القولونيَّة المُستقيميَّة عند مرضى مُتلازمة لينش.
قالت بوتما: "للأسف, لا يعني هذا أنَّ اتباعَ نظامٍ غذائيٍّ قليل الوجبات الخفيفة سيحول دون نموِّ أي من تلك السليلات, لكن قد يعني أنَّ مرضى مُتلازمة لينش الذين يتناولون الكثيرَ من الوجبات الخفيفة قد يكون عددُ تلك السليلات لديهم أكثر ممَّا لو تناولوا وجباتٍ خفيفة أقلّ".
وجدت الدراسةُ ارتباطاً بين تناول أنواع مُعيَّنة من الوجبات الخفيفة ونمو السليلات عند مرضى مُتلازمة لينش, لكن لم تُبرهِنُ على علاقة سببٍ ونتيجة.