أهلاً بكِ أنثى الخيال ، وبقلمكِ البارع المبدع .
ويسعدنا جداً أن يكون ومثله بيننا ويتجول بإبداعه بين صفحاتنا وتلامس تعابيره شغاف قلوبنا ، وتخاطب أحاسيسنا وتطعم ذائقتنا المعاني العذبة والإبداع .

موضوعكِ هذا جدي وهادف ، وينير أحرفه الصدق ، وتسمو بنصه الحقيقة ، ولم يجانبكِ الصواب فيما طرحتِ وذهبتِ إليه ، حول هذه القضية الشائكة ، والظاهرة المنتشرة في هذا العالم المترامي الأطراف ( عالم النت ) والذي يحلو لي أن أسميه عالم السرقات ، والتلصص ، العلني ، والتطفل على حقوق الآخرين المجتهدين الذين استنارت أفكارهم وعقولهم واحتوت مخزوناً هائلاً من الثقافة والفكر ، حتى تكاد أن تنوء به وأجهدها فانبروا يبحثون عن متنفس يلقون بما أثقل أفكارهم واحتدم في مخيلاتهم وازدحمت به عقولهم وأفكارهم فاتجهوا إلى هذا العالم الهائل والواسع الممتلئ بكل أطياف البشرية والتقى فيه الكبير والصغير ، والذكر والأنثى ، والسوي والمنحرف ، والكريم والوضيع يتحدثون ويخاطبون الجميع كل على شاكلته ، من خلف لوحات إلكترونية وأجهزة معقدة تتخاطب بناء على معطيات العقول وأوامر المستخدمين .
وكل يكتب ويقرأ ، ولكن ليس الكل يدلي بما في رأسه أو يتكلم من خلال ذاته فهناك عصامي الفكر والأدب ومبدع القول والكلم ، ينثر قلمه علماً وحكمة وصدقاً ، ويشع نوراً يستضيء به المحتاج الذي يسير في دروب الجهل بحثاً عن الحقيقة والمعرفة والعلم فيتغذى ويغذي فكره بما تفضل الله به على الأديب والمفكر من علم ومعرفة وألهمه بل أمره بأن يطرحه ويعلمه للناس ، فهو بذلك إما يكون شاكراً ممتناً لصاحب العلم والمعرفة بما بذل له من معرفة هدفه أن يستفيد منها الجميع ، معترفاً بحقه ناسباً ذلك لمصدره ويعزوه إلى صاحبه وأهله سواء عندما ينقله مشافهة أو نصاً كحال الإنترنت ( نسخاً ولصقاً ) وإما شخص متطفل يقتات على تعب الآخرين ويقتحم أفكارهم ويسطو عليها من خلال انتحال أعمالهم وجهودهم ، ليحمد بما لم يفعل ويثنى عليه بما ليس أهله ، وليس إلا لأنه تبجح وتفاخر خلسة وسرقة فكتب أسفل ما ينقل ( بقلمي ) أو لم يكتب شيئاً فهو في الحالتين سواء سارق مارق اعتدى على حق غيره وانتحله بصفاقة وبجاحة وسوء أدب ، ولم يرع حق صاحبه الأ صلي فينسب ذلك له . وهذا هو حال الإنترنت مجتهد ومفكر مبدع ، وسارق متطفل متخاذل يقتات على فكر غيره ويصعد على كتفه ويتباهى بجهده وأفكاره .

أنتِ طرحت عدة أسئلة كلها في الصميم والكل يعاني منها وسأجيب بقدر ما قدر الله لي وأعطاني من فهم للحدث والموضوع .

ربما سأجيب على هذين السؤالين بإجابة واحدة لربما أنهما تدوران حول معنى واحد أو تهدفان لمعرفة إجابة قد تكون هي نفسها
بالنسبة لتوثيق الأدب - وهذا رأي شخصي إذاكان الأديب يكتب في هذا العالم المترامي الأطراف ( الإنترنت ) فاستطيع القول بأنه يجب أن يكتب باسمه الصريح إذا سواء كان ما يكتب قوياً أو ضعيفاً جيداً أو ركيكاً هادفاً أو غير هادف الأهم أن يكون من إنتاجه وفكره ولو حتى من مخيلته ، لأن الكتابة من خلف اسم مستعار لا أراه إلا مضيعة أو عدم ثقة فيما يطرح الكاتب أو أنه غيرمهتم به حتى جعله حقاً مشاعاً يحق لكل شخص نقله وانتحاله ، ولا أظن أن أحداً ذو فكر وبصيرة وأديب يرضى بذلك مهمما كان إلا إن يكون حقاً إسلامياً عاماً يحق لكل مسلم قراءته واقتنائه وتعميمه ونقله ليستفيد منه أكبر عدد من المسلمين ،

وبالتالي يكون الاسم الصريح سوراً منيعاً يستطيع أن يناضل ويدافع عن حقه الأدبي من خلاله مهما كان السارق ومهما كان الزمان والمكان الذي تمت سرقته فيه.

أما حفظ النتاج الأدبي للأديب والشاعر فيحفظ من خلال التدوين على الورق في دواوين أو كتب أو ملازم يكون كل ما بين طياتها من الإنتاج الفردي المحض الذي يثق فيه الإنسان ويؤمن بأنه من فكره ونثر قلمه وإفرازات مخيلته وعقله ، ليكون كل ذلك محفوظاً ومدوناً باقياً على مر الزمن ، ويبقى حتى بعد مماته باسمه وأثره . وكم هو جميل أن يكون مع كل واحد منا مدونة خاصة به حتى لو كانت متناثرة في أسلوبها طالما أنها من صميم الحياة وأحداثها الحقيقية وستكون ملخصاً لها .

أعتقد أن لها دورها الهام في سبيل إثراء الأدب والأديب عل حد سواء أقل ما فيها أنها تكون حفظت الحق الأدبي لمجرد السماع أو القراءة له ، ، وتلك الأمسيات مضمار للتنافس والسباق بين الأقلام والعقول المفكرة ، تنافساً شريفاً أدبياً عذباً يفخر به الأديب ويعتز بالميدان الذي نزل ساحته ليزيد عقله وفكره أدباً ولسانه تفتقاً وقوة وبلاغة وفصاحة وثقة ، وذلك من خلال الوقوف مع الأدباء ومزاحمتهم ومبارات أقلامهم والتغلب على الرهبة من مقابلة الجماهير بكل أطيافهم ومستوياتهم .


إذا كنت أكتب من خلف اسم مستعار فأنا أؤمن بان الاسم المستعار لن يحمي حقي ولا استطيع أن أنافح عنه في عالم السرقة أو حتى لو كنت أكتب وأدون على الورق بغير اسمي الصريح ، ولذا فلا أظن أن شعوري إلا سيكون من يشعر بالذنب والمتسبب فيما وقع عليه من اعتداء .
أود أن أضيف ملاحظة حول الاسم المستعار الذي يستطيع أحدنا أن يكتب ويدون تحته وهو من وجهة نظري يجب أن يكون مشتهر به الكاتب ومعروف أنه له بحيث إذا ذكر الاسم المستعار عرف صاحبه مباشرة بأنه فلان ابن فلان ، أما غير ذلك فهو ضياع وإهدار للحق الأدبي والفكري .
أنا لدي مدونة متواضعة كنت أكتبها تحت مسمى ( رجل وادي القمر ) ثم مطلع الشمس أسميتها ( شمس لا تغيب ) ثم عدت ووضعت كنيتي ( أبو خلدون ) لعل ذلك أدعى وأقرب لحفظ حقوقي ، ولكنني لا أبحث عما إذا كان قد سرق منها شيء وتركت الأمر لله وجزاء من يفعل ذلك على الله تعالى ، ولا فخر لمن يأخذ حقوق غيره ويعزوه إلى نفسه ، بل ذلك منتهى الحقارة والعار ، والكذب . ويكفيه من المهانة والذل والعار أنه يتطفل وينتسب ما ليس له ليحمد بما لم يفعل ( لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )

أخيراً أشكركِ أنثى الخيال على هذا الموضوع الشيق والجميل ، وأتمنى لكِ التوفيق وأن نرى قلمكِ يهيمن على صفحات المنتدى وتمتعينا من خلاله بإبداعكِ المعهود .
وأعتذر عن القصور في النقاش .
ولكِ تحياتي