شبكة ومنتديات همس الأطلال Network Forum whispered ruins - صحفي إسرائيلي: يوماً ما سيثور الفلسطينيون على الاحتلال

http://www.milad.ps/arb/images/archive/2_214965499.jpg

رام الله-ميلاد-
قالت صحيفة هآرتس العبرية: "يوماً ما سيثور الشعب الفلسطيني على مُحتله، وربما يأتي هذا اليوم قريباً، وإن كان هذا السيناريو غير واقعي الآن، بسبب ما جلبته الانتفاضة الثانية من كوارث على الفلسطينيين والإسرائيليين أيضاً".

وقال الصحفي المعروف بمناهضته للاحتلال، جدعون ليفي، في تقرير له في "هآرتس": "الفلسطينيون ما زالوا ينزفون من الانتفاضة الثانية، وهم منقسمون ومختلفون، وليست لهم قيادة حقيقية، وليس عندهم روح نضال، والعالم أيضاً قد تعب من مشكلتهم، والاحتلال الإسرائيلي الذي يواجههم أقوى وأثبت مما كان دائماً، والمستوطنات تتكاثر والجيش يحكم بلا قيود".

ويضيف متسائلاً "وإزاء الصمت العالمي قد يتحقق السيناريو، فمن الجنوب يناضل الشعب المصري من أجل صورة نظامه بطريقة تثير التأثر، ومن الشمال يفعل الشعب السوري ذلك بطريقة أقسى كثيراً، فهل يبقى الشعب الفلسطيني وحده مطأطئاً رأسه إلى الأبد خاضعاً طائعاً تحت الحذاء العسكري الإسرائيلي؟".

وقال "أنظمة الحكم التي ثارت عليها الشعوب العربية في أكثرها، أقل قسوة من نظام الاحتلال الإسرائيلي، فلم تُقيد كثيراً حركتهم وحريتهم، ولم تُنكل بهم، ولم تُذلهم بالصورة المنهجية كما يفعل النظام الإسرائيلي، ولم تكن أنظمة الحكم تلك نظماً أجنبية، ولهذا فإن ميدان التحرير سينهض ذات يوم في ميدان المنارة، وسيخرج الجموع إلى ميدان الجندي المجهول في غزة، ويحتشد المتظاهرون في أحد ميادين الخليل، ويهجمون على الحواجز العسكرية في طريقهم، صحيح أنه يصعُب الآن تخيل حدوث ذلك، والأصعب أن نتخيل عدم حدوثه".

وتساءل ليفي: "الفلسطينيون من جنين إلى رفح يراقبون الآن ما يحدث في ميدان التحرير.. فهل يستطيع أحد أن يفكر بجدية بأن هذه المشاهد لن تؤثر في بلاطة وجباليا مثلاً؟ فالأول تحت حكم إسرائيل والثاني تحت حكم حماس، ولا يستطيع سكانهما حتى أن يلقى بعضهم بعضاً، فإلى متى سيوافقون على ذلك؟".

وأوضح أن ذلك سيحدث يوماً ما، وسيتوجه الفلسطينيون نحو المستوطنات والحواجز العسكرية ومعسكرات الجيش والسجون، ولن يستطيع فلسطينيو الـ48 آنذاك أيضاً أن يتنحّوا جانباً، فهم أيضاً يشاهدون التحرير، ويدركون بأنهم يستحقون نظاماً مختلفا ودولة مختلفة.

وأضاف: "سيحدث ذلك ولن يتنبأ أي تقرير للاستخبارات العسكرية في إسرائيل بذلك، ولن يحذر الشاباك من ذلك، وسيخرج وزير الدفاع ويتظاهر بالدهشة، ويجتمع رئيس الوزراء لمشاورة عاجلة، ويدعو الرئيس الأميركي لتهدئة النفوس، ومن يعلم ربما يرسل أيضاً مبعوثاً خاصاً، وسيحاول الجيش القوي والأكثر أخلاقية في العالم في الأساس، أن يعيد النظام إلى ما كان عليه، لكن النظام الجديد سيحكمه هو أيضاً".

"إن الرأي العام في إسرائيل الذي لم يُحسن أن يُنهي نظام الاحتلال بنفسه، سيتظاهر بأنه فوجئ وشعر بالإهانة أيضاً، وسيقولون مرة أخرى (لا شريك)، لكن لن يستطيع أحد بعد ذلك أن يتناول هذه المقولات بجدية، وستُظهر إسرائيل نفسها مرة أخرى بمظهر الضحية، وسيستطيع قليلون تأييدها"، حسب قوله.

وختم الصحفي جدعون ليفي تقريره قائلاً: "سينتهي هذا النظام إلى السقوط مثل أنظمة ظالمة أخرى، لكن ليس من الواضح متى وكيف، إن هذه الأنظمة تسقط أحياناً على أثر سفك دماء فظيع كما في سورية، وتسقط أحياناً من تلقاء نفسها مثل شجرة نخل فسد جذعها، كما حدث في الاتحاد السوفييتي وجنوب أفريقيا وأوروبا الشرقية، وسيحدث هذا ذات يوم ولا يوجد طريقة أخرى، ويستحسن أن يأتي هذا اليوم سريعاً، ومن المؤسف أنه لم يأت بعد.