تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كن مرآة أخيك


نيروز
11-02-2011, 01:48 PM
كن مرآة أخيك





يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( المسلم مرآة المسلم )





و عندما قرأت هذا الحديث الشريف و بحثت في تفسيره و ما قيل حوله فهمت المعنى الرائع و السامي لهذا الحديث الشريف العظيم





إخوتي الأفاضل :





لهذا الحديث عدة وجوه و معاني و كي أوضح لكم أكثر دعونا نتكلم قليلاً عن عالم المرايا





فالمرآة هي انعكاس لصورتك أمام عينيك و المؤكد أنها تظهر كل تفاصيلك الخارجية بدقة فهي تظهر محاسنك و مساوئك بنفس الوقت و لا يمكن أن تعكس المرآة محاسنك فقط أو مساوئك فقط



و من هذا المعنى تبنى العلاقة السليمة بين المسلم و أخيه المسلم أو حتى غير المسلم إن كان صالحا و مخلصا و صديقا





و بالتالي يمكننا أن نسحب الفكرة على العلاقة بين الأصدقاء أيضا









أولا عندما ينظر المسلم إلى أخيه المسلم يتخذ من أخلاقه دليلاً و يتعامل معه على حسب ما يراه منه

فإن كان مخلصاً أخلص له و إن كان محباً أحبه و العكس صحيح





لكن عندما يخطئ أحد الصديقين فالآخر سيرى الخطأ و هو عندها مطالب بتنبيه أخيه و نصحه بأسلوب مناسب و ليس من الصواب أن يرى الخطأ و يسكت



فسر خيرية أمتنا هو الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر طبعا بأساليب مناسبة و متدرجة و متوازنة





و كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( انصر أخاك ظالما أو مظلوما فاستغرب الصحابة من هذا و قالوا : ننصر أخانا مظلوماً لكن كيف ننصره ظالما ؟

فقال : بأن تردوه عن ظلمه





و هذه أول فوائد المرآة و هي أنها تكشف الخطأ مباشرة فعندما تنظر إلى صورة وجهك في المرآة ستكشف كل خطأ ممكن كبقعة ما أو شعرة أو لطخة في وجهك



و هكذا يجب أن يكون المسلم مرآة يرى فيها أخوه معايبه و يصححها













لكن من صفات المرآة أنها تعكس لك صورة صامتة و لهذا فيجب عليك أن تنصح أخاك بينك و بينه و دون أن تفضحه أو تحرجه و للأسف لا نجد الكثيرين يتقيدون بتلك المسألة فنجد أنهم ينصحون جهرا مباشرة و بطريقة فاضحة و محرجة و على الملأ و هذا ليس من صفات المسلم أبدا فمن فضح مسلما فضحه الله





إذا فلتكن نصيحتك محترمة و هادئة بحيث لا تجرح و لا تحرج أخاك و لا تفضحه و استره كي يسترك الله



و كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة













و من صفات المرايا أيضاً أنها تظهر المحاسن و المعايب لكن الناس يركزون أكثر على المعايب و هذا ليس أمراً سليما بين الأصدقاء



فمعظم الناس يبحثون عن معايب غيرهم و يتجاهلون محاسنهم





فعندما يخلص لك صديقك و يمنحك كل محبته و يقدم لك خدمات كثيرة و ترى منه الكثير من الصفات الحسنة و لكن عندما يخطئ مرة واحدة تنسى كل حسناته و لا تتذكر إلا إساءته





و هذه لقطة اجتماعية في غاية الخطورة فلماذا يسعى الناس لنشر معايب غيرهم و لا ينشرون محاسنهم





لقد استعاذ نبينا الكريم محمد صلى الله عليه و سلم من جارسوء إذا رأى من جاره خيراً أخفاه و إن رأى منه شراً أو عيباً أذاع به





و ليتنا نخبر الناس بمحاسن أصدقائنا بجل أن ننشر معايبهم و عندها ستسود المحبة بين أبناء المجتمع و الأمة





و لو انتظرنا كل إنسان على غلطة فلن نجد لنا صديقاً واحدا فكلنا بشر و لا أحد فينا كامل بلا أخطاء





و كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من تتبع عورات الناس تتبع الله عورته













و من صفات المرايا أيضا أنها لا تعكس صورة للنفس و النوايا بل تظهر صورة للخارج فقط



و لهذا فلا تحاول أن تبحث عن مكنون النفوس و النوايا و تعامل مع صديقك بما تراه منه و بطريقة تعامله معك و لا علاقة لك بنواياه و أسراره الداخلية و لا تقحم نفسك بخصوصياته و لا تسأله عن ما يفكر به



فلا يعلم ما في النفوس إلا الله







و هكذا توضح كاملا معنى الحديث الرائع ( المسلم مرآة المسلم )

و دعونا نجعله أساس التعامل بيننا كمسلمين أو حتى كأصدقاء

و لننصح أخانا بحكمة و لنركز على محاسنه بدلا من البحث عن عيوبه و لنبتعد عن التفكير في مكنوناته و نواياه

لميس
11-02-2011, 09:17 PM
جزاك الله الجنه وجعله الله في ميزان حسناتك .
تقبلي مروري .

ﺧﻣ̝̚ړُ ﺂﻟﺂﻧۆﭥھَہّ
11-02-2011, 11:41 PM
تسلم إيدك
ودي

نيروز
11-04-2011, 12:09 PM
هتاف
ولميس
أسعدني تواجدكم في متصفحي
منورين