أيام الصبا

[أذكاري منبع حياتي]

لن تعود أيام الصبا يوماً ولن تعود أصوات الشباب
****
تلك مزامير كستها وحشة الدهر فتلاشت في غياب
****
وتلك طبول في قرعها أهيلت جوانبها
وتلك دهور توارت في انسياب
****
وإن جزت أيامنا عن أيام الصبا حلم
فلا تُرى إلا بليل نجومه تتوارى خلف الضباب
****
خزرجية هي تلك السنون حمية بالتجارب
****
حياتنا شبابنا مضى ومضت معه لذة المآكل والمشارب
وإذا طاب المشيب يوماً فما طعم الحياة بمستطاب
****
وكم من كهل شاء خيرا فهو بالخير قد أتى
وكم من وقور شاء شرا فأدركه العذاب
****
أتدثر خلف ثوبي شارد الذهن
أشكو لنفسي في اغتياب
****
دونما العقل يدرك شكواي
فأدنو إليه منكسر الكبرياء معاب
****
تدلف إلي وأنا أغتاب مع نفسي
حلو الحياة، من أين أتت من أي باب
****
فأرتجف مستذكرا صباياي حينها
وأتساءل من أنا ومالذي أت بي
****
عجبي،، هي الدنيا والدنا
تشد على من عاش فيها إنس ودوابي
****
فاقتربت من وسادتي أبحث عن حلمي
فهي مخضعي ومحراب
****
فأعود وأتذكر بأنه رغم قوتي ورغم شبابي
حتما ستعود بي الدنيا إلى دار عماده من تراب
****
فلا نمضِّى أيام صبانا سرابا
فحينها سنسأل ما فعلناه بالشباب