أبو نايف
03-21-2013, 12:01 AM
في هذا اليوم الرهيب يخرج الناس من الأجداث في لحظة واحدة كأنهم جراد منتشر ,
مسرعين مهطعين إلى الداعي, وقد خفتت كل حركة وخيم الصمت الرهيب , حيث تنتشر صحف الأعمال ,
فيكشف المخبوء , ويظهر المستور ,
ويفتضح المكنون في الصدور .
ففي هذا الموقف المهيب العصيب يحشر الناس حفاة ,
عراة , غرلاً كما ورد في الصحيح من حديث عائشة رضي الله عنها قالت :
سمعت رسول الله صلى الله علية وسلم يقول :
(( يحشر الناس حفاة عراة غرلاً , قالت عائشة , فقلت الرجال
والنساء جميعاً ينظر بعضهم الى بعض ؟
قال : الأمر أشد من أن يهمهم ذلك )) .
وفي هذا اليوم يحشر المعرضون عن الحق والهدى في الحياة
الدنيا في صورة مزعجة مذلة , يحشرون على وجوههم عمياً
وبكماً وصماً محرومين من جوارحهم التي تهديهم في هذا الزحام
, وذلك ماعطلوا هذه الجوارح في الدنيا عن إدراك دلائل الهدى ,
يقول الله تبارك وتعالى :****
{{ ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عمياً وبكماً وصماً }}
.الأية 97 من سورة الاسراء
وفي الحديث الشريف عن أنس بن مالك رضي الله عنه:
أن رجلاً قال : يارسول الله قال الله تعالى :
الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم }}.
الأية 34 من سورة الفرقان
.... أيحشر الكافر على وجهه ؟
قال رسول الله صلى الله علية وسلم
(( أليس الذي أمشاه على رجليه في الدنيا قادر على أن يمشيه
على وجهه يوم القيامة ؟ قال قتادة حين بلغه : وعزة ربنا ))
وفي هذا اليوم العسير الثقيل يعرق الناس من شدة الهول وتقرب
الشمس من رؤوس الخلائق ويشتد العرق بالناس فيغرقون
بالعرق على قدر أعمالهم في الدنيا ,
ففي الصحيحين من حديث
ابي هريرة
رضي الله عنة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
( يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب في الأرض عرقهم سبعين ذراعاً , وإنه يلجمهم حتى يبلغ آذانهم ))
.رواه البخاري .
وفي هذا اليوم الشديد تسود وجوه , وتبيض وجوه , وجوه ٌ
تعلوها غبرة الحزن والحسرة , ويغشاها سواد الذل والانقباض
, فقد عرفت ماقدمت واستيقنت ماينتظرها من جزاء , ووجوه
مستنيرة مستبشرة مطمئنة , قد عرفت مصيرها , وتبين لها
مكانها , فتهللت بعد الهول والفزع المذهل ,
يقول تبارك وتعالى :****
يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم
أكفرتم بعد إيمانكم فذوقو العذاب بما كنتم تكفرون واما الذين
ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون }}
.سورة آل عمران 106-107
وفي هذ اليوم يبعث الناس على ما ماتوا علية من خير أو شر ,
وكل نفس تشغل بأمرها ولا تلتفت إلى سواها حيث تقطع أواصر
القربى والدم , ووشائج الرحم والنسب , فالكرب يلف الجميع ,
والهول يغشي الجميع في هذا اليوم الرهيب ,
يقول تعالى : فإذا جآءت الصآخةُ يوم يفر المرء من أخيه وأمه
وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرىءٍمنهم يومئِذٍ شأنُُ يغنيه }}
.الايات 33-37 من سورة عبس
فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( يبعث كل عبد على ما مات عليه )) . رواه مسلم
وفي هذا اليوم - يوم الفصل - توزع الكتب على أ صحابها ,
فالذي يؤتى كتابه بيمينه هو السعيد الناجي في ذلك اليوم
العصيب , فقد آمن وأحسن وعمل لهذا اليوم , فهو يدعي
الخلائق كلها لتقرأ كتابه , فقد قبل الله عمله , فكتبت له النجاة
,كما قال الله في كتابة العزيز ****
{{ فأما من أ وتي كتابه بيمينه فيقول هَآؤم اقرءواْ كتابيه إني
ظننتُ أنيّ مُلاقٍ حسابيه فهو في عيشةٍ راضيةٍ في جنةٍ عاليةٍ
قطوفها دانيةُُ كلو واشربواْ هنيئا بمآ أسلفتم في الأيام الخالية }} .
سورة الحاقة الايات 19-24
وأما من يؤتى كتابه بشماله - عياذاً بالله - فهو الهالك الشقي
الذي لم يؤمن ولم يعمل لما بعد الموت فهو الآن مؤاخذ بسيئاته
, فيقف أمام الحشود الهائلة وقفة المتحسر الكئيب البائس
متمنياً لو كانت نهايته موت بلا رجعة , ومتحسراً مما كان يعتز
به وجمعه , فلم ينفعه شيء لا سلطان ولا مال ****
وأما من أوتي كتابهُ بشماله فيقول ياليتني لم أُتَ كتابيه ولم أدر ماحسابيه
ياليتها كانت القاضية مآ أغنى عنّىِ ماليه هلك عنّىِ سُلطانيه }} .
سورة الحاقة الايات 25-29
وفي هذا اليوم - يوم الجزاء والحساب - لايقبل من الذين كفروا
وماتوا على كفرهم فلا تنفعهم توبة ولا ندامة, ولا يقبل منهم
فدية من مال ولا ولد , فليس هناك من شيء يصلح للأفتداء به
من العذاب قال تعالى ****
إن الذين كفرواْ وماتو اْ وهم كفارُُ فلن يُقبل منى أحدهم مّلءُ
الأرض ذهباً ولو افتدى به أولئك لهم عذاب اليمُُ ومالهم من
نَّاصرين }} .
سورة آل عمران آية 91
وفي هذا اليوم - يوم الفزع الأكبر - يقدم المؤمنون إلى ربهم
وفداً في كرامة وحسن استقبال لا يحزنهم الفزع الأكبر متطلعين
إلى العيش في ظل الله وكنفه يوم لا ظل إلا ظله
{{ يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفداً }} .
سورة مريم الأية 85
وأما المجرمون فيساقون إلى جهنم ورداً كما تساق القطعان
من البهائم حاملين أوزاراً من الأثقال
{{ ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا ً }}
سورة مريم 86
منقول
مسرعين مهطعين إلى الداعي, وقد خفتت كل حركة وخيم الصمت الرهيب , حيث تنتشر صحف الأعمال ,
فيكشف المخبوء , ويظهر المستور ,
ويفتضح المكنون في الصدور .
ففي هذا الموقف المهيب العصيب يحشر الناس حفاة ,
عراة , غرلاً كما ورد في الصحيح من حديث عائشة رضي الله عنها قالت :
سمعت رسول الله صلى الله علية وسلم يقول :
(( يحشر الناس حفاة عراة غرلاً , قالت عائشة , فقلت الرجال
والنساء جميعاً ينظر بعضهم الى بعض ؟
قال : الأمر أشد من أن يهمهم ذلك )) .
وفي هذا اليوم يحشر المعرضون عن الحق والهدى في الحياة
الدنيا في صورة مزعجة مذلة , يحشرون على وجوههم عمياً
وبكماً وصماً محرومين من جوارحهم التي تهديهم في هذا الزحام
, وذلك ماعطلوا هذه الجوارح في الدنيا عن إدراك دلائل الهدى ,
يقول الله تبارك وتعالى :****
{{ ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عمياً وبكماً وصماً }}
.الأية 97 من سورة الاسراء
وفي الحديث الشريف عن أنس بن مالك رضي الله عنه:
أن رجلاً قال : يارسول الله قال الله تعالى :
الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم }}.
الأية 34 من سورة الفرقان
.... أيحشر الكافر على وجهه ؟
قال رسول الله صلى الله علية وسلم
(( أليس الذي أمشاه على رجليه في الدنيا قادر على أن يمشيه
على وجهه يوم القيامة ؟ قال قتادة حين بلغه : وعزة ربنا ))
وفي هذا اليوم العسير الثقيل يعرق الناس من شدة الهول وتقرب
الشمس من رؤوس الخلائق ويشتد العرق بالناس فيغرقون
بالعرق على قدر أعمالهم في الدنيا ,
ففي الصحيحين من حديث
ابي هريرة
رضي الله عنة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
( يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب في الأرض عرقهم سبعين ذراعاً , وإنه يلجمهم حتى يبلغ آذانهم ))
.رواه البخاري .
وفي هذا اليوم الشديد تسود وجوه , وتبيض وجوه , وجوه ٌ
تعلوها غبرة الحزن والحسرة , ويغشاها سواد الذل والانقباض
, فقد عرفت ماقدمت واستيقنت ماينتظرها من جزاء , ووجوه
مستنيرة مستبشرة مطمئنة , قد عرفت مصيرها , وتبين لها
مكانها , فتهللت بعد الهول والفزع المذهل ,
يقول تبارك وتعالى :****
يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم
أكفرتم بعد إيمانكم فذوقو العذاب بما كنتم تكفرون واما الذين
ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون }}
.سورة آل عمران 106-107
وفي هذ اليوم يبعث الناس على ما ماتوا علية من خير أو شر ,
وكل نفس تشغل بأمرها ولا تلتفت إلى سواها حيث تقطع أواصر
القربى والدم , ووشائج الرحم والنسب , فالكرب يلف الجميع ,
والهول يغشي الجميع في هذا اليوم الرهيب ,
يقول تعالى : فإذا جآءت الصآخةُ يوم يفر المرء من أخيه وأمه
وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرىءٍمنهم يومئِذٍ شأنُُ يغنيه }}
.الايات 33-37 من سورة عبس
فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( يبعث كل عبد على ما مات عليه )) . رواه مسلم
وفي هذا اليوم - يوم الفصل - توزع الكتب على أ صحابها ,
فالذي يؤتى كتابه بيمينه هو السعيد الناجي في ذلك اليوم
العصيب , فقد آمن وأحسن وعمل لهذا اليوم , فهو يدعي
الخلائق كلها لتقرأ كتابه , فقد قبل الله عمله , فكتبت له النجاة
,كما قال الله في كتابة العزيز ****
{{ فأما من أ وتي كتابه بيمينه فيقول هَآؤم اقرءواْ كتابيه إني
ظننتُ أنيّ مُلاقٍ حسابيه فهو في عيشةٍ راضيةٍ في جنةٍ عاليةٍ
قطوفها دانيةُُ كلو واشربواْ هنيئا بمآ أسلفتم في الأيام الخالية }} .
سورة الحاقة الايات 19-24
وأما من يؤتى كتابه بشماله - عياذاً بالله - فهو الهالك الشقي
الذي لم يؤمن ولم يعمل لما بعد الموت فهو الآن مؤاخذ بسيئاته
, فيقف أمام الحشود الهائلة وقفة المتحسر الكئيب البائس
متمنياً لو كانت نهايته موت بلا رجعة , ومتحسراً مما كان يعتز
به وجمعه , فلم ينفعه شيء لا سلطان ولا مال ****
وأما من أوتي كتابهُ بشماله فيقول ياليتني لم أُتَ كتابيه ولم أدر ماحسابيه
ياليتها كانت القاضية مآ أغنى عنّىِ ماليه هلك عنّىِ سُلطانيه }} .
سورة الحاقة الايات 25-29
وفي هذا اليوم - يوم الجزاء والحساب - لايقبل من الذين كفروا
وماتوا على كفرهم فلا تنفعهم توبة ولا ندامة, ولا يقبل منهم
فدية من مال ولا ولد , فليس هناك من شيء يصلح للأفتداء به
من العذاب قال تعالى ****
إن الذين كفرواْ وماتو اْ وهم كفارُُ فلن يُقبل منى أحدهم مّلءُ
الأرض ذهباً ولو افتدى به أولئك لهم عذاب اليمُُ ومالهم من
نَّاصرين }} .
سورة آل عمران آية 91
وفي هذا اليوم - يوم الفزع الأكبر - يقدم المؤمنون إلى ربهم
وفداً في كرامة وحسن استقبال لا يحزنهم الفزع الأكبر متطلعين
إلى العيش في ظل الله وكنفه يوم لا ظل إلا ظله
{{ يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفداً }} .
سورة مريم الأية 85
وأما المجرمون فيساقون إلى جهنم ورداً كما تساق القطعان
من البهائم حاملين أوزاراً من الأثقال
{{ ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا ً }}
سورة مريم 86
منقول