تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : وقفة مع القرآن...!!


نيروز
06-18-2012, 07:21 PM
ســـــــلآم ع ــليكم ورحمة من الله تغ ــشآكم..

كيف حالكم مع القرآن؟؟!

أريد ان يكون لكل منا وقفة مع القرآن...!!




دعـــــوة ..||

لكل من سمع تفسير آية ,,,أو اي شيء عن القرآن ..أن يكتبه هنآ..

وجزيتم الجنة..






سأبدأ أنا::



في سورة ( ق) ذُكرت بعض من الملآئكة ووظآئفهآ:

منهآ::"|

المتلقيآن..>الملكآن الموكلآن بالكتابة ..

السآئق..>يسوق الناس الى أرض المحشر ..

الشهيد..>يشهد على الناس يوم القيامة ..

الرقيب..>الذي يحفظ ..

العتيد..>المهيأ للكتابة ..فكل واحدمن الملكين : حافظ مهيأ للكتآبه..

ملكـ الموت ..>قبض الروح..

اسرآفيل..>النفخ في الصور ..

أبو خلدون
06-18-2012, 07:22 PM
ميلاد فجر...
شكراً لك على جهودك الطيبة
وعلى هذا الموضوع القيم .
وسنظل ننتظر منك كل جديد مفيد .
مع تمنياتي لك بالتوفيق والسداد

سهارى
06-20-2012, 06:30 PM
اهلا بك وبموضوعك الجميل
راح ابدأ بفضل قراءة القرآن

اغلبنا مُقصّر بذلك بل لو سألنا البعض متى قرأت القرآن آخر مرّه سيقول " لاأعلم "
ولو سألناه متى سمعت آخر أغنيه لأجاب " قبل قليل " الله يرحمنا برحمته

يقول ابن باز رحمه الله عندما سُئل عن فضل قاءة القرآن



قراءة القرآن من أفضل الأعمال ومن أفضل القربات، فيشرع للمؤمن والمؤمنة أن الإكثار من قراءة القرآن، يشرع لكل مؤمن ولكل مؤمنة الإكثار من قراءة القرآن، للرجل والمرأة والأمير والصغير والكبير والعجوز والشابة يشرع للجميع الإكثار من قراءة القرآن، فيه الخير العظيم والفائدة الكبيرة، كما قال الله عز وجل: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ.. (9) سورة الإسراء، ويقول سبحانه: ..قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء.. (44) سورة فصلت، ويقول: وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155) سورة الأنعام، ويقول جل وعلا: هَذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ (52) سورة إبراهيم، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (اقرؤوا هذا القرآن فإنه يأتي شفيعاً لأصحابه يوم القيامة)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (من قرأ حرفا من القرآن فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها)، وكان يوما جالساً في أصحابه فقال عليه الصلاة والسلام: (أيحب أحدكم أن يذهب إلى بطحان -واد في المدينة- فيرجع بناقتين عظيمتين في غير إثم ولا قطيعة رحم؟ قالوا: كل واحد يحب ذلك، قال: لأن يذهب أحدكم إلى المسجد فيعلم آية من كتاب الله خيرٌ له من ناقتين عظيمتين، وثلاث خيرٌ من ثلاث وأربع خيرٌ من أربع ومن أعدادهن من الإبل) .


نفعنا الله جميعا بكل ماسيأتي هنا .
يعطيك العافيه ولي عوده بإذن الله

سهارى
06-21-2012, 09:45 PM
هذه حقيقة تم الوصول اليها بعد إقامة مئات من المحطات البحرية .. والتقاط الصور بالأقمار الصناعة .. والذي قال هذا الكلام هو البروفيسور شرايدر .. وهو من أكبر علماء البحار بألمانيا الغربية .. كان يقول : إذا تقدم العلم فلا بد أن يتراجع الدين .. لكنه عندما سمع معاني آيات القرآن بهت وقال : إن هذا لا يمكن أن يكون كلام بشر .. ويأتي البروفيسور دورجاروا أستاذ علم جيولوجيا البحار ليعطينا ما وصل إليه العلم في قوله تعالى : ( أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ )سورة النور : 40 .. فيقول لقد كان الإنسان في الماضي لا يستطيع أن يغوص بدون استخدام الآلات أكثر من عشرين مترا .. ولكننا نغوص الآن في أعماق البحار بواسطة المعدات الحديثة فنجد ظلاما شديدا على عمق مائتي متر .. الآية الكريمة تقول بَحْرٍ لُّجِّيٍّ ) كما .. أعطتنا اكتشافات أعماق البحار صورة لمعنى قوله تعالى : ( ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ ) فالمعروف أن ألوان الطيف سبعة ...منها الأحمر والأصفر والأزرق والأخضر والبرتقالي إلى آخرة .. فإذا غصنا في أعماق البحر تختفي هذه الألوان واحدا بعد الآخر .. واختفاء كل لون يعطي ظلمة .. فالأحمر يختفي أولا ثم البرتقالي ثم الأصفر .. وآخر الألوان اختفاء هو اللون الأزرق على عمق مائتي متر .. كل لون يختفي يعطي جزءا من الظلمة حتى تصل إلى الظلمة الكاملة .. أما قوله تعالى : ( مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ ) فقد ثبت علميا أن هناك فاصلا بين الجزء العميق من البحر والجزء العلوي .. وأن هذا الفاصل ملئ بالأمواج فكأن هناك أمواجا على حافة الجزء العميق المظلم من البحر وهذه لا نراها وهناك أمواج على سطح البحر وهذه نراها .. فكأنها موج من فوقه موج .. وهذه حقيقة علمية مؤكدة ولذلك قال البروفيسور دورجاروا عن هذه الآيات القرآنية : إن هذا لا يمكن أن يكون علما بشريا

المصدر " الأدلة المادية على وجود الله " لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي

نيروز
06-24-2012, 06:41 PM
سورة الفاتحة../

من فضائلها : في الحديث الصحيح " لم ينزل في التوراة ولا الإنجيل ولا الزبور ولا القرآن مثلها , وهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته "

وقد جاء مأثوراً عن الحسن البصري أن الله أنزل مائة كتاب وأربعة كتب ،
جمع علمها في الأربعة , وجمع علم الأربعة في القرآن ,
وجمع علم القرآن في المفصل , وجمع علم المفصل في أم القرآن ,
وجمع علم أم القرآن في هاتين الكلمتين الجامعتين:
" إياك نعبد وإياك نستعين ".*مجموع الفتاوى

نيروز
06-24-2012, 06:46 PM
قال الله تعالى



" وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ... "


وجد العلماء أن الغذاء التام للطفل هو من حليب أمه، وأن هذا الغذاء لا يكتمل إلا إذا أرضعت الأم ابنها سنتين كاملتين!...

ما يكبرني لقب
07-21-2012, 12:18 AM
قال تعالى :( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم )

فائدة الاستعاذة : ليكون الشيطان بعيدًا عن قلب المرء ،
وهو يتلو كتاب الله ؛ حتّى يحصل له بذلك تدبّر القرآن وتفهّم معانيه والانتفاع به ..
لأن هناك فرق بين أن تقرأ القرآن وقلبك حاضرٌ ، وبين أن تقرأه وقلبك لاه ، وجرّب تجد !



* الشيخ العلامة : محمّد بن عثيمين رحمه الله

نيروز
07-21-2012, 12:19 AM
قال تعالى : ( والسابقون السابقون أولئك المقربون )


السابقون في الدنيا إلى الخيرات ،
هم السابقون في الآخرة لدخول الجنّات ..

وهم المقرّبون عند الله في أعلى عليين
في المنازل العاليات ، التي لا منزلة فوقها !


* ابن سعدي رحمه الله تعالى

ما يكبرني لقب
07-21-2012, 12:19 AM
.
.
قيل للشيخ العثيمين رحمه الله :
وهو يشرح كتاب الطب من صحيح البخاري ،
لماذا لا يوجد في القرآن سورة تتحدث عن الطب؟
فقال : لأن القرآن كله شفاء !

ما يكبرني لقب
07-21-2012, 12:21 AM
( سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ )41 المائدة

مما يدل على أن العبد إذا اعتاد على سماع الباطل وقبوله ,
أكسبه ذلك تحريفًا للحق عن مواضعه فإنه إذا أقبل الباطل أحبه ورضيه,
فإذا جاء الحق بخلافه رده وكذبه إن قدر على ذلك أو حرفه.

المصدر : بدائع التفسير

ما يكبرني لقب
07-21-2012, 12:22 AM
______________
عندما سجن بن تيمية رحمه الله ومنعت عنه الكتب يقول:ختمت القرآن إحدى وثمانون ختمة..!"

انتهى في آخر ختمة إلى آخر اقتربت الساعة (إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر )
كان كل يوم يقرأ ثلاثة أجزاء يختم في عشرة أيام ..

ما يكبرني لقب
09-23-2012, 04:31 PM
.

" إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ "

فمن أصح الإشارات إشارة هذه الآية ،
وهي أن من صحب الرسول صلى الله عليه وسلم
وما جاء به بقلبه وعمله وإن لم يصحبه ببدنه فإن الله معه .

*بدائع التفسير

نيروز
09-23-2012, 04:33 PM
قال الله تعالى على لسان نبيه موسى عليه السلام ـ:{قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين }:

'' إن الجاهل هو الذي يتكلم بالكلام الذي لا فائدة فيه، وهو الذي يستهزئ بالناس.
وأما العاقل، فيرى أن من أكبر العيوب المزرية بالدين والعقل، استهزاءه بمن هو آدمي مثله.
وإن كان قد فضل عليه، فتفضيله يقتضي منه الشكر لربه، والرحمة لعباده '' .


" تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان " لإبن سعدي رحمه الله .

أبو سلطان
09-24-2012, 10:06 AM
الله يرحم حالنا اللهم امين

ما يكبرني لقب
09-24-2012, 11:02 PM
أمين يا رب

أبو سلطان
09-25-2012, 10:02 AM
ميلاد فجر
كتب الله لك الاجر

مطلع الشمس
09-25-2012, 08:36 PM
جزاك الله خيرا .

نيروز
09-28-2012, 02:17 PM
قال تعالى ( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم )

فائدة الاستعاذة : ليكون الشيطان بعيدًا عن قلب المرء ،
وهو يتلو كتاب الله ؛ حتّى يحصل له بذلك تدبّر القرآن وتفهّم معانيه والانتفاع به ..
لأن هناك فرق بين أن تقرأ القرآن وقلبك حاضرٌ ، وبين أن تقرأه وقلبك لاه ، وجرّب تجد !



* الشيخ العلامة : محمّد بن عثيمين رحمه الله

نيروز
09-28-2012, 02:28 PM
ما يكبرني ..
الشراحيلي
مطلع الشمس

سعيده بتواجدكم .

نيروز
09-30-2012, 12:29 AM
ترتيب الأنبياء .."


[وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ* وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَاوَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ*وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ] الانعام..

نيروز
09-30-2012, 12:31 AM
قال تعالى : الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ {التوبة: 97}

وتفسير تلك الآية هو أن الأعراب أشد جحودا لتوحيد الله وأشد نفاقا من أهل الحضر في القرى والأمصار وذلك بسبب جفائهم وقسوة قلوبهم وقلة مشاهدتهم لأهل الخير فهم لذلك أقسى قلوبا وأقل علما بحقوق الله.

قال أبو السعود: وهذا من باب وصف الجنس بوصف بعض أفراده، كما في قوله تعالى: وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا ولأن الأعراب ليسوا كلهم كذلك، فقد بين قوله: وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ {التوبة: 99}

فبين سبحانه في تلك الآية أن المراد بالجنس البعض لا الكل.

قديمك نديمك
09-30-2012, 12:32 AM
كتب الله اجرك اخت ميلاد,,,

نيروز
09-30-2012, 12:35 AM
وأياك
ياليت نتقاسم الاجر هنا
أثرو الموضوع بمشاركاتكم .

نيروز
10-01-2012, 01:49 PM
فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ..!

غنا الله ليس كغنا العالم .. فمهما اغتنى البشر فهم يبالون ببعضهم ويحتاجون المال البنين المكانة ..
حتى يكون أغنياء وسادة .. لكن الله غنيٌ عن كل ذلك ولايعبأ بنا الله لولا تقربنا إليه ..
فاءن كنا حقيقة نريد الغنـا ، والكفاية عن الحاجة لنكن أغنياءٌ بالله قريبين إليه ...

نيروز
10-01-2012, 01:51 PM
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ


إن سألت عن رحمةِ الله يوما ً ستجدها هنا ..
فالبلاءِ والإبتلاء رحمة في يوم كان مثقال الذرة خيرا ً أو شرا ً مسؤلا ..

سهارى
10-04-2012, 07:15 PM
. . سورة القمر . .


“ ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر “

ولهذا كان علم القرآن تفسيرًا وحفظًا أسهل العلوم وأجلها على الإطلاق وهو العلم النافع الذي
إذا طلبه العبد أعين عليه وقال بعض السلف عن هذه الآية هل من طالب
علم فيعان عليه ؟ ولهذا يدعو الله إلى الإقبال عليه والتذكر بقوله فهل من مدكر ..




. . سورة الرحمن . .

“ والنجم والشجر يسجدان “

النجم مالاساق له من النبات، والشجر ماله ساق.

“ ووضع الميزان “

أي العدل بين العباد ، في الأقوال والأفعال وليس المراد به الميزان المعروف وحده
بل هو كما ذكرنا يدخل فيه الميزان المعروف ، والمكيال الذي تكال به الأشياء والمقادير
والمساحات التي تضبط بها المجهولات والحقائق
التي يفصل بها بين المخلوقات ويقام بها العدل بينهم .

“ ولمن خاف مقام ربّه جنّتان “

كيف وعد سبحانه الخائف جنتين فقط؟
لأن الخطاب للثقلين، فكأنه قيل لكل خائفين من الثقلين جنتان، جنة للخائف الإنسي
وجنة للخائف الجني. وقيل: المراد به أن لكل خائف جنتين، جنة لفعل الطاعات، وجنة لترك المعاصي.
- أخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي موسى الأشعري عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
:”جنّتان من ذهب حليتهما وآنيتهما ومافيهما، وجنّتان من فضة حليتهما وآنيتهما
ومافيهما، ومابين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنّة عدن”.



. . سورة الواقعة . .


“ وظلّ من يحموم “

المعنى أنهم يفزعون إلى الظل، فيجدونه ظلاً من دخان جهنم شديد الحرارة.

“ نحن جعلنها تذكرة ومتاعًا للمقوين “

وهي أن الله تعالى قدم كونها تذكرة ليعلم العبد أن الفائدة الأخروية أتم وبالذكر أهم




. . سورة الحديد . .

“ لكيلا تأسوا على مافاتكم ولاتفرحوا بما آتاكم “

الزهد المشروع هو ترك كل شيء لاينفغ في الدار الآخرة، وثقة القلب بما عند الله، وفي الأثر
:”الزهادة في الدنيا ليست بتحريم الحلال ولاإضاعة المال، ولكن الزهادة في الدنيا أن
لاتكون بما في يديك أوثق مما في يدي الله، وأن تكون في ثواب
المصيبة إذا أنت أُصبت بها أرغب فيها لو أنها أبقيت لك،
وذكر الآية ..

“ لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط “

وهذا دليل على أن الرسل عليهم الصلاة والسلام متفقون في قاعدة
الشرع وهو القيام بالقسط وإن اختلفت صور العدل بحسب الأزمنة والأحوال .

نيروز
10-04-2012, 09:31 PM
“ وجعل الظلمات والنور “


ذكر الله الظلمات بالجمع لكثرة مواردها وتنوع طرقها ، ووحد النور لكون الصراط الموصلة إلى الله واحدة ، لاتعدد فيها وهي الصراط المتضمنة للعلم بالحق ، والعمل به .

سهارى
10-04-2012, 09:37 PM
كيف الجمع بين قوله:“والله ربنا ماكنا مشركين“ وبين قوله:“ولايكتمون الله حديثاً“؟


القيامة مواقف مختلفة، ففي بعضها لايكتمون، وفي بعضها يحلفون كاذبين.
وقيل: إن حلفهم كاذبين يكون قبل شهادة جوارحهم عليهم، ولايكتمون الله حديثاً يكون بعد شهادتها عليهم.

قديمك نديمك
10-04-2012, 09:40 PM
( ويل لكل همزة لمز )

قال ابن عباس : ( همزة لمزة ) طعان معياب . وقال الربيع بن أنس : الهمزة ، يهمزه في وجه ، واللمزة من خلفه . وقال قتادة : يهمزه ويلمزه بلسانه وعينه ، ويأكل لحوم الناس ، ويطعن عليهم .

وقال مجاهد : الهمزة : باليد والعين ، واللمزة : باللسان . وهكذا قال ابن زيد . وقال مالك ، عن زيد بن أسلم : همزة : لحوم الناس .

ثم قال بعضهم : المراد بذلك الأخنس بن شريق . وقيل غيره . وقال مجاهد : هي عامة .

نعوذ بالله ان نكون كذلك...

نيروز
10-07-2012, 10:31 PM
. . سورة سبأ . .




“ وجفان كالجواب “

أي: قصاعاً في العظم كحياض الإبل، يجتمع على القصعة الواحدة جمع كبير يأكلون منها، والجوابي: الحياض التي يُجبى فيها الماء للإبل.

“ وقليل من عبادي الشكور “

الشكر : اعتراف القلب بمنة الله تعالى ، وتلقيها افتقارًا إليها ،،وصرفها في طاعة الله وصونها عن صرفها في معصيته .

“ وأنّى لهم التناوش“

التناوش: التناول؛ أي: كيف لهم أن يتناولوا الإيمان من بُعْد، يعني في الآخرة، وقد تركوه في الدنيا.

نيروز
10-07-2012, 10:33 PM
. . سورة فاطر . .






“ ومايعمّر من معمّر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب “

المعنى : أن طول العمر وقصره بسبب أو بغير سبب كله بعلمه تعالى .

“ ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا “

أجل النعم على الإطلاق وأكبر الفضل هي وراثة هذا الكتاب .

نيروز
10-09-2012, 10:55 PM
. . سورة التحريم . .





“ قد فرض الله لكم تحلّة أيمانكم“

أي: شرع لكم تحليل أيمانكم بأداء الكفارة.

” ياأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة “

قال ابن جرير: فعلينا أن نعلّم أولادنا الدين والخير ومالا يستغنى عنه من الأدب.

“ ضرب الله مثلًا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين “

فقوله سبحانه تحت إعلام بأنه لا سلطان للمرأة على زوجها وإنما السلطان للزوج عليها فالمرأة لاتجعل في مقابلة الندية بالرجل فضلًا على أن تعلو عليه ففي ذلك خلاف الفطرة والشرع .

نيروز
10-10-2012, 10:43 PM
-





. . سورة المنافقون . .





“كأنهم خشب مسندة“

شبهوا بالخشب لذهاب عقولهم وفراغ قلوبهم ولم يكتف بجعلها خشبًا حتى جعلها مسندة إلى الحائط ، لأن الخشب لا ينتفع بها إلا إذا كانت في سقف أو نحوه وأما إذا كانت مهملة فهي مسندة إلى الحيطان أو ملقاة على الأرض .

“يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليُخرجنّ الأعز منها الأذلّ“

أخرج الإمام أحمد عن زيد بن أرقم قال: كنت مع النبي -صلى الله عليه وسلّم- في غزوةٍ، فقال عبدالله بن أُبيّ: لئن رجعنا إلى المدينة ليُخرجَنّ الأعز
(يعني نفسه ومن معه) منها الأذل ( يعني رسول الله -صلى الله عليه وسلم-). قال: فأتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخبرته.
قال فحلف عبدالله بن أُبيّ أنه لم يكن شيء من ذلك. قال زيد: فلامني قومي، وقالوا: ماأردت إلى هذا؟ قال: فانطلقت فنمت كئيباً حزيناً. قال: فأرسل إليّ نبي الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: إن الله أنزل عُذرك وصدّقك. وأنزل هذه الآية.




-

نيروز
10-12-2012, 08:00 PM
. . سورة القلم . .





“ فلا تطع المكذبين “

ذلك أبلغ في الإكرام والاحترام ، فإن قوله لا تكذب ، ولا تحلف ، ولا تشتم ، ولاتهمز ليس هو مثل قوله : لا تطع من يكون متلبسًا بهذه الأخلاق ، لما فيه من الدلالة على تشريفه وبراءته من تلك الأخلاق .

“همّازٍ مشّاءٍ بنميم “

الهمّاز: الذي يذكر الناس بالشرّ في وجوههم.
واللماز: الذي يذكرهم في مغيبهم.

“ بعد ذلك زنيم “

أي هو بعد ما عُدّ من معايبه زنيم، والزنيم: الدعيّ الملصق بالقوم وليس هو منهم.

“ فاصبر لحكم ربك “

الحكم القدري يصبر المؤذي منه ولا يتلقى بالسخط والجزع ، والحكم الشرعي يقابل بالقبول والتسليم والانقياد لأمره ..

نيروز
10-13-2012, 10:42 PM
-


. . سورة الملك . .


“ الذي خلق الموت والحياة “

مافائدة تقديم الموت على الحياة؟
قلنا: قدّم سبحانه الموت لأنه هو المخلوق أوّلاً.
قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: أراد به خلق الموت في الدنيا والحياة في الآخرة، ولو سلم أن المراد به الحياة في الدنيا فالموت سابق عليها لقوله تعالى:”وكنتم أمواتاً فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون”.

“ ليبلوكم أيكم أحسن عملا ”

ابتلانا الله بحسن العمل ، لا بالعمل فقط ألم يكن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه : أي العمل أفضل ؟ ففهمهم رضي الله عنهم يدل على التنافس في جودة العمل لا مجرد كثرته .

“ وهو اللطيف الخبير “

من معاني اللطيف : أنه الذي يلطف بعبده ووليّه فيسوق إليه البر والإحسان من حيث لا يشعر ، ويعصمه من الشر من حيث لا يحتسب ، ويرقيه إلى أعلى المراتب ، بأسباب لا تكون من العبد على بال حتى إنه ليذيقه المكاره ليوصله بها إلى المحاب الجليلة والمطالب النبيلة .


-

سهارى
10-16-2012, 08:26 PM
. . سورة الحاقة . .





“ فهو في عيشة راضية “

الوصف بها أحسن من الوصف بالمرضية ، فإنها اللائقة بهم فكأن العيشة رضيت بهم كما رضوا بها وهذا أبلغ من مجرد كونها مرضية .

“ وإنه لحق اليقين “

أي : أعلى مراتب العلم ، فإن أعلى مراتب العلم اليقين وهو : العلم الثابت الذي لا يتزلزل ولا يزول واليقين مراتبه ثلاث كل واحدة أعلى مما قبلها .
علم اليقين : وهو العلم المستفاد من الخبر .
عين اليقين : وهو العلم المدرك بحاسة البصر .
حق اليقين : وهو العلم المدرك بحاسة الذوق والمباشرة .
وهذا القرآن بهذا الوصف فإن مافيه من العلوم المؤيدة بالبراهين القطعية ومافيه من الحقائق الإيمانية يحصل به لمن ذاقه حق اليقين .

ما يكبرني لقب
10-16-2012, 08:36 PM
“ نزّاعةً للشوى “

الشواة جلدة الرأس.

“ إن الإنسان خلق هلوعًا “

وفسر الهلوع بقوله إذا مسه الشر جزوعًا فيجزع إن أصابه شر أو مرض ، أو ذهاب محبوب له ، من مال أو أهل أو ولد ولا يستعمل في ذلك الصبر والرضا بما قضى الله .

“ فمال الذين كفروا قِبلك مهطعين “

أي: حواليْك مسرعين إلى التكذيب، ويستهزئون بك. وقيل: مهطعين: مادّي أعناقهم مُديمي النظر إليك.

نيروز
10-17-2012, 11:24 PM
. . سورة المدثر . .





“ وما يذكرون إلا أن يشاء الله “

فإن مشيئة الله نافذة عامة لا بخرج عنها حادث قليل ولا كثير ، ففيها رد على القدرية الذين لا يدخلون أفعال العباد تحت مشيئة الله تعالى ، والجبرية الذين يزعمون أنه ليس للعبد مشيئة إنما هو مجبور على أفعاله .
فأثبت الله تعالى للعبد مشيئة وحقيقة وفعلا وجعل ذلك تابعًا لمشيئته .

نيروز
10-21-2012, 05:59 PM
. سورة الناس . .

ذكر الله تعالى في سورة الناس صفة الألوهيّة والربوبية والملك، كما ذكرها في سورة الفاتحة:”الحمدلله ربّ العالمين* الرحمن الرحيم* مالك يوم الدين”، ومن اللطائف: أنهما أول سورة وآخر سورة، فينبغي لمن نصح نفسه أن يعتني بمعاني هذه الصفات.

نيروز
11-04-2012, 09:48 PM
المنجيات من الضيق ..
يقول المغامسي : إذا مررت بضيق نتيجة مشكلة او كرب فعليك قرأءة
السبع ايات المنجيات وانت على يقين بأن الفرج لايأتي إلا من عند الله سبحانه وتعالى.

السبع ايات المنجيات :

* اعوذ بالله من الشيطان الرجيم *
{ قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنين } التوبه 51

* اعوذ بالله من الشيطان الرجيم *
{ وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له الاهو وإن يمسسك بخير فهو على كل شئ قدير}الانعام 17

* اعوذ بالله من الشيطان الرجيم *
{ وما من دآبة في الارض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين }هود 6

* اعوذ بالله من الشيطان الرجيم *
{ إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دآبة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم } هود 56

* اعوذ بالله من الشيطان الرجيم *
{ وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم }العنكبوت 60

* اعوذ بالله من الشيطان الرجيم *
{ مايفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك له من بعده وهو العزيز الحكيم } فاطر 2

* اعوذ بالله من الشيطان الرجيم *
{ ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون } العنكبوت

نيروز
11-12-2012, 07:19 PM
النفس في القرآن


قال تعالى : وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا{7} فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا{8} الشمس


تدور هذه الآية حول النفس في الإسلام ، والفرق بينها وبين الشيطان فهناك النفس الأمارة بالسوء ، والنفس اللوامة ، والنفس المطمئنة والنفس الراضية ، والنفس المرضية ، والنفس الملهمة ، والنفس المدسوسة ، والنفس الزكية.

أما النفس الأمارة بالسوء وهي التي تحدث عنها المولي عز وجل في سورة يوسف :

{ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ }يوسف53


وتلك النفس لا تزال بصاحبها حتى توقعه في المعاصي والآثام ، وهي نفس خبيثة لا تندم ولا تفكر في التوبة ، وتشعر باللذة والسعادة كلما أقدمت علي منكر.

ولكن من أراد الله له الهدي تولد في قلبه الضمير الذي يجعله يندم ويتوب إلي الله وهذا ما يسمي بالنفس اللوامة التي تراجع صاحبها وتلومه علي فعل الشر والخير معا.. فتلومه علي فعل الشر لما فعلته ، وتدفعه إلي الندم والتوبة إلي الله.. كما تلومه علي فعل الخير: لماذا لم تكثر منه حتى تتقرب إلي الله أكثر؟

فهذه النفس كثيرة اللوم لصاحبها لأن لفظ "اللوامة" صيغة مبالغة من كثرة اللوم والمراجعة.

وقد أقسم الله عز وجل بهذه النفس في سورة القيامة :

لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ{1} وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ{2}

أماالنفس المطمئنة وهي النفس التقية النقية المؤمنة المخلصة نفس الشاكر في الرخاء الصابر في البأساء والضراء الحامد ربه في كل حال. لا يضعف إيمانه تغير الزمان أو تبدل المكان. ولا يزعزعه ما يفوته من الدنيا.

فهو مطمئن إلي أن "ما أخطأه لم يكن ليصيبه وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه" وصاحب هذه النفس يفر من الحرام ويري وقوعه في النار أهون عليه من وقوعه في الحرام.

ولذا يبشر عند موته بالخلود في دار النعيم والذي يبشره هو ملك الموت إذ يلقي عليه السلام قبل أن يقبض روحه يقول الحق سبحانه في ذلك:

{الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }النحل32


وبمجرد خروج روحه إلي الملأ الأعلي يسمع النداء الإلهي يناديه :

يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ{27} ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً{28} فَادْخُلِي فِي عِبَادِي{29} وَادْخُلِي جَنَّتِي{30} الفجر

وإذا انتقلنا إلي النفس الراضية سنجدها قد رضيت في الدنيا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلي الله عليه وسلم نبيا ورسولا نجدها رضيت بأوامر ربها وتجنبت نواهيه. رضيت بسُنة رسول الله صلي الله عليه وسلم قولا وفعلا وأخلاقا. ولم تغير أو تبدل أو تبتدع.

أما النفس الملهمة وهي النفس التي نضجت وكمل العقل فيها فاتضح أمامها الخير من الشر وصدق الله العظيم إذ يقول:

وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا{7} فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا{8} الشمس


ومن دعاء النبي صلي الله عليه وسلم:

"اللهم آت نفسي هداها. وألهمها رشدها وتقواها. وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها".

وأما النفس الزكية فتلك التي ألهمت الخير فعملت به واتبعته كما قال الحق سبحانه "قد أفلح من تزكي وذكر اسم ربه فصلي" وقوله سبحانه:

{قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا }الشمس9

وهو الذي طهر نفسه من الذنوب والآثام ولازم طاعة مولاه وذكره في كل الأحوال حتي زكاه ربه وجعله في زمرة المقربين فمدحه في قوله الكريم :

{وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً }النساء69


أما النفس المدسوسة وهي المغموزة في الشهوات والمعاصي ولم يرتدع صاحبها ولم يفكر في لقاء ربه فأنساه الشيطان ذكر ربه فأنساه الله نفسه وكما قال الحق سبحانه :

{وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }الحشر19

وقال سبحانه:

{وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا }الشمس10

وهناك فرق بين الشيطان وتلك النفس الخبيثة وإن كانا قرينين ومتفقين علي هدف واحد وهو معصية الله وعدم طاعته إلا أن الشيطان ليس له سلطان إلا علي الذين يتولونه.



فاللهم اجعلنا من أصحاب النفوس التقية ، النقية ، التى تخشاك فى السر والعلانية ، وارجعنا اليك ربى بنفس مرضية .

نيروز
12-06-2012, 02:04 AM
خليل الله إبراهيم
نبى من أولى العزم من الرسل

كان إبراهيم فتى صغير يعيش فى العراق فى بابل وكانت وقتها قرية صغيرة
وكانت مشهورة بصناعة الأصنام
كان إبراهيم يكره الأصنام ويتعجب لماذا يسجد الناس لتماثيل من الحجارة أو الحشب
صنعها أبيهوهى لا تضر ولا تنفع
حتى وصل الى سن السادسة عشر ولم يسجد لصنم أبدا
و بدء يفكر ويسأل فقال يوما لأبيه

قال تعالى :
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا* إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَاأَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا )
مريم42:41

وكان أبيه ينهره وينهاه أن يقول مثل هذا الكلام
فكان إبراهيم يخرج فى الخلاء يتفكر فى خلق السموات والارض
والليل والنهار والشمس والقمر والنجوم
يريد أن يعرف ماهى القوة الجبارة فى كل تلك المخلوقات

فيظل الليالى الطويلة يفكر فى ملكوت الله
وكان قوم إبراهيم ينقسمون الى فئات:
فئة تعبد الأصنام وفئة تعبد النجوم

كان إبراهيم يجلس يتفكر فى الخالق العظيم الذى خلق هذا الكون الفسيح

قال تعالى:
(وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ )
الأنعام: 75

قال تعالى:
( فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ ,
فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ,
فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ )
الأنعام :78:76

وهكذا بدء الله سبحانه وتعالى يوجه إبراهيم إليه وأنه هو الواحد الأحد الخالق العظيم
الذى خلق كل شئ وأحسن صنعه
وهكذا عرف إبراهيم أن أن هذا الكون الفسيح وهذه المخلوقات التى تسيرعلى نظام لا يختل أنما
هى صنع آله عظيم هو الله الخالق العظيم
و أن هذا الملكوت الكبير له رب عظيم قادر قيوم على كل شئ
وكان إبراهيم قد وصل إلى الثامنة عشر من عمره فى ذلك الوقت

قال تعالى:
( وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ )
الأنبياء:51

بدء إبراهيم يواجه أبيه وقومه ويقول لهم أن هذه التماثيل التى هم عاكفون
عليها ليل ونهار لا تنفع ولا تضر و لن تغنى عنهم من الله شيئا

قال تعالى:
( إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ )
الأنبياء :52

فكان جواب قومه :

قال تعالى :
(قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ )
الأنبياء :53

فرد عليهم قائلا:
قال تعالى :
(قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ )
الأنبياء :54

فنهروه وقالوا له:
كيف تهزء من آلهتنا العوالى هل هى للتهكم واللعب؟

قال تعالى :
(قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ )
الأنبياء:55

فرد عليهم :
قال تعالى :
(قَالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ )
الأنبياء:56

هذه الآيه تجعل من يقرءها يشعر بمدى ثقه سيدنا إبراهيم فى الله سبحانه وتعالى
قال لهم وهو غاضب

قال تعالى:
( وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ )
الأنبياء: 75


وكان لهذه القرية عيدا يخرج فيه الناس إلى الحدائق يأكلون ويلعبون ويتنزهون
فطلب آزر من إبراهيم أن يخرج معهم
فنظر الى السماء واخذ يفكر فى حيلة فتظاهر بالمرض ليتركوه وحده
فقال له أنى سقيم(مريض) حتى لايخرج معهم

قال تعالى :
( فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ , فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ )
الصافات:89:88

وعندما ذهب الجميع الى الحدائق وبقى وحده و قام إلى الاصنام وقال لهم :

قال تعالى :
(فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ , فَرَاغَ إِلَىٰ آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ ,مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ )
الصافات: 92:90

أنه من شدة غيظه قام يكلم الأصنام ويسألهم
لماذا لاتأكلون ؟ ولا تتكلمون ؟
وأخذ يكسرهم بالفأس وترك أكبر ما فيهم بلا تكسير

قال تعالى :
(فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ )
الأنبياء:85

ما هذا العقل المفكر العاقل الذى يخطط ويدبر ليقنع قومه أن هذه الآلهة
لاتنفع ولا تضر ولو كانت آلهة حقا كانت دافعت عن نفسها
رجع إبراهيم من المعبد الذى كسر أصنام هودخل بيته ونام

عاد القوم فى أخر النهار فناموا
و فى الصباح فوجئ كهنة المعبد بتكسير الأصنام وأخذوا يصرخون من فعل هذا بآلهتنا
وكان البعض من القوم كان قد سمع أن الفتى إبراهيم يسب الآلهة
أشتد غضب الكهنة وقالوا أحضروه سريعا إلى هنا لمحاكمته

قال تعالى :
( قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَٰذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ ,قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ , قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَىٰ أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ )
الأنبياء:61:59


قام الحراس للقبض على إبراهيم وجروه وهو مربوط بالحبال والسلاسل
وتجمع الناس لحضور المحاكمة ورؤية عقاب من يتجاسر على الآلهة العوالى

وعندما حضر إبراهيم بصحبة الحرس ووفضيحة كبيرة
إلى ساحة المحاكمة وقال له كبير الكهنة هل فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم

قال تعالى :
(قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَٰذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ )
الأنبياء:62

ولكن إبراهيم رد ردا غريبا وذكيا قال :

قال تعالى:
( قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ)
الأنبياء:63

وتعجب الجمع و استغربوا من جوابه
ولكنه المدد والثقة بالله سبحانه وتعالى

لقد وضعهم إبراهيم فى مأزق وهو أن يسألوا كبير الأصنام لماذا كسر الباقين
وأخذوا يفكروا ثم قالوا له:

قال تعالى:
(فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ , ثُمَّ نُكِسُوا عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَٰؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ )
الأنبياء:65:64

قال إبراهيم عليهم قائلا :
قال تعالى:
( قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ , أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ )
الأنبياء:67:66

ماهذه القوه الربانية والحجه البليغة من شاب صغير
و لكنها القوة بالله و انه على الحق وأنهم على الباطل
وهنا أشتد غضب الجميع و توقفت المحاكمة ولم يستطيع الكهنة الرد على السؤال البليغ
وصدر الحكم عليه وكان الموت حرقا

قال تعالى:
( قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ )
الأنبياء:68

وأحراق من سب الآلهة لابد أن يكون على نفس المستوى وليس حرقا عاديا فقالوا

قال تعالى :
( قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ )
الصافات :97

يريدون أن يكون مكان الحرق كالجحيم
ووضع إبراهيم بالسجن حتى يتم تهيئة مكان الحرق

ساهم فى بناء مكان الحرق جميع القوم بأمرمن الكهنة
ليكون عبرة و تحذير لمن يفعل مثل إبراهيم

وأخذ أعداد البناء حوالى أربعة أشهر وكان بنيان كبير ضخم
لتظل النار مشتعلة فيه أكبر وقت ممكن وذلك لشدة حقدهم على إبراهيم

طوال هذا الوقت كان إبراهيم محبوسا وحيدنا ليس معه أحد من الناس
ولكن كان معه رب الناس يسمعه ويراه وكان يردد :
حسبى الله ونعم الوكيل
ربى أفعل بى ما تريد فأنا راضى بقضائك
أنا ملكك وليس لى سواك
أسألك أن تهدى أبى و أمى
لقد وكل إبراهيم الله عنه والله هو نعم الوكيل
ولما علم الله ثبات إبراهيم على عقيدته واصراره على الايمان بالله الواحد الاحد أوحى اليه قائلا :

قال تعالى :
(إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ ۖ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ )
البقرة :131

وهكذا صار إبراهيم نبى الله ورسوله
وطوال فترة حبسه كان الله مؤنسه فى وحدته يعلمه و يربيه
وكانت فترة الحبس هذه من أسعد الفترات فى حياته عرف الله حق المعرفة
وناجى ربه أحسن مناجاه فأصبح خليلا للرحمن
وأنتهى البناء وأستعد الجميع لمشاهدة أحراق إبراهيم
ولكن من كان خليلا للرحمن يحفظه الرحمن


وسط الآلاف من الناس يؤخذ سيدنا إبراهيم عليه السلام إلى مكان الحرق
و كانت النار قد أوقد عليها لمدة ثلاثة أيام حتى أصبحت كالسعير
أذا مر من فوقها طائر أحترق من شدة و حرارة دخانها فقط فما بالكم بالنار نفسها

ويقال فى الأثر أن الملائكة قالوا لله لو تأمر ملك المطر فتمطر السماء لتطفئ النار لتنجيه
قال رب العزه القادر على كل شئ
(لا انا أنجيه بقدرتى على الشئ أن أقول له كن فيكون)


وحان وقت رمى إبراهيم فى النار ولكن من يستطيع الاقتراب منها
أنها من شدة اللهب تأكل كل ما يقترب ولم يستطيع أحد حمله ورميه فى النار
ولكن ما الحل ؟
فأحضروا المنجنيق وهو آله ترمى بالأشياء بدفعها كالسهم
وأخذوا يجربوه ويلقون به الاخشاب فى النار حتى تأكدوا أنإبراهيم سوف يسقط
داخل النار بعد قذفه بالمنجنيق
وقف إبراهيم يشاهد ما يحدث والقوم حوله تهتف بحياة الآلهة وموت إبراهيم
فى هذه اللحظات المرعبة جاء سيدنا جبريل وقائلا لسيدنا إبراهيم :
يا إبراهيم ألك حاجه ؟
ويرد إبراهيم المتوكل على الله قائلا :
(أما إليك فلا وأما إلى ربى فنعم علمه بحالى يغنى عن سؤالى)

ويقذف إبراهيم وهو مقيد اليدين والقدمين فى النار المستعرة حتى أن المنجنيق قد أحترق
وتعلوا الاصوات مهللة لقد قضينا على من كفر بالهتنا و هذا جزاء كل من يفعل مثله
وأستمرت النيران مشتعله ثلاثة أيام بلياليها
وبعد أن خمدت النار وظن الناس أن إبراهيم قد تفحم كانت المفاجأة المذهلة

خرج عليهم إبراهيم من النار التى ما أحرقت ألا قيوده فقط !!!
ولكن كيف ؟ الجواب إنه الوكيل سبحانه الذى أمر النار أن تكون بردا وسلاما على إبراهيم

قال تعالى:
( قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ )
الأنبياء: 69
هل ترى عظمة الله وتقديره كل شئ بقدر لقد أمر النار لتكون بردا وسلاما على إبراهيم
ولو أمرها أن تكون بردا فقط لمات إبراهيم من شدة البرد ولكن كانت سلاما
فلم يحرق ولم يتجمد وعاش أجمل وأسعد ايام حياته وهو فى معية الله

وعندما سأله أهله عن الأيام التى قضاها فى النار قال :
كانت أسعد الأيام لأن ربى كان يطعمنى ويسقينى
ما أجمل هذه الضيافه عند الله
ولما شاهد الناس هذه المعجزه آمن له بعض الناس ومنهم لوط أبن أخيه من الأب

قال تعالى :
(فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ ۘ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّي ۖ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )
العنكبوت:26

وعندما خرج إبراهيم من النار سالما قرر ترك بلد بابل لأنه شعر أنه لافائده من هؤلاء القوم الكافرين
وذهب اولا إلى أبيه وقال له :

قال تعالى:
(يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا , يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ عَصِيًّا
,يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا )
مريم :45:43


يالهذا الأدب الذى يتحدث به نبى مع أبيه الكافروهو يدعوه للإيمان بأحسن القول
ويناديه ياأبتىويخاف عليه من عذاب الله

ولما يئس من هدايته ودعه قائلا :

قال تعالى :
( قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ ۖ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي ۖ إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا )
مريم :47


و قرر سيدنا إبراهيم الهجرة من بابل بعد ما تعرض له من مواجهات
مع أبيه ثم مع الكهنة والتى أنتهت بقرار أحراقه ولكنه خرج سالما بحول الله وقوته

وعندما كان إبراهيم يستعد للرحيل علم بذلك ملك هذه البلاد وكان يسمى
(النمرود بن كنعان)
قد سمع قصة إبراهيم وما فعل بالأصنام وكيف خرج من النار سالما
كان النمرود يدعى الألوهية مثل فرعون مصر
فأمر الحراس باحضار إبراهيم مقيدا بالسلاسل فورا

أحضر الحراس إبراهيم و أجتمع الناس للمشاهدة
أخذ النمرود يجادل إبراهيم فى أن أله إبراهيم الذى يؤمن به لاوجود له
وأنه هو الآله ويجب عليه الطاعه له والإيمان به
ودار هذا الحوار

قال تعالى:
( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ )
البقرة :258


هذا الموقف جعل النمرود يخاف من إبراهيم و تيقن فى داخله أن إبراهيم على حق
ولكن لم يصرح بذلك طبعا واستمر على كفره وظلمه
قال النمرود : أخرجوه من البلاد ولا يسمع له أحد


عاد إبراهيم الى قومه وكان أبوه خاطبا له أبنة عمه سارا الجميلة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(ما خلق الله امرأه على الارض أجمل من ساره إلا حواء)

كانت ساره تحب إبراهيم كثيرا وعندما علمت أنه مهاجر لنشر دعوة الحق
طلبت من اتمام الزواج للرحيل معه تاركه الأهل والأقارب
وكانت مستعده لتحمل كل المشاق معه فى سبيل الله

وهكذا هاجر سيدنا إبراهيم من موطنه العراقمع زوجته سارة وابن أخيه لوط الذي لم يؤمن سواهما من المدينة
فذهب فلسطين إلى القرب من قرية أربع والتي نشأت فيها مدينة الخليل
والتي يوجد بهاالحرم الإبراهيمي الذي يعتقد أنه دفن فيها وقال :

قال تعالى :
(وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبِّي سَيَهْدِينِ )
الصافات :99

وما من رسول إلا وقد هاجر سواء بعد فناء قومه مثل نوح و هود و صالح
أو قبل فناء قومه مثل إبراهيم ومحمد خاتم الأنبياء والمرسلين
اللهم صلى وسلم وبارك على امام أنبيائك سيد رسلك سيدنا محمد
وعلى جميع انبياء الله ورسله

فضل سيدنا إبراهيم
* هو أبو الأنبياء جميعا فكل انبياء بنى إسرائيل من نسل إسحاق وسيدنا محمد من نسل إسماعيل *

* فى الإسراء والمعراج عندما تقابل سيدنا رسول الله مع سيدنا إبراهيم وجده شديد الشبه به *

* ذكر سيدنا إبراهيم فى الصلاة عند التشهد ) *

* من أفضل الصلوات على النبى هى الصلاه الابراهيمية) *

(اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعل آل إبراهيم
وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم أنك حميدا مجيد)


سيدنا إبراهيم له دعوتان أستجاب الله لهما
الاولى :

قال تعالى :
( رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
البقرة:129

وقد تحققت هذه الدعوة وبعث الله لنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

الثانية:
قال تعالى:
( رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ
فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ)
إبراهيم:37

وقد تحققت هذه الدعوة ايضا وسيظل الناس تهوى الى المسجد الحرام للحج والعمرة إلى يوم القيامة

اخيرا

لقد شهد الله لإبراهيم بأنه كان أمة قانتاً لله حنيفاً

قال تعالى:
{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِرًا لأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ
* وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ}
النحل: 120 - 122



الدروس المستفادة من القصة :
- التفكر فى مخلوقات الله عبادة
- الهداية من الله يهدى من يشاء
- الثقة فى الله تجعل قلب المؤمن مطمئنا
- الذكاء وسرعة البديهة عامل مهم لتوصيل الفكرة
- معاملة الوالدين معاملة حسنة حتى لو كانوا كافرين
- الصبر على الابتلاء وتسليم الامر لله
- الهجرة من المكان إذا تعذر العيش فيه فأرض الله واسعة
- أننا نعيش جميعا على ملة سيدنا إبراهيم حنفاء مسلمين وعلى سنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

نيروز
12-06-2012, 02:04 AM
خليل الله إبراهيم
نبى من أولى العزم من الرسل

كان إبراهيم فتى صغير يعيش فى العراق فى بابل وكانت وقتها قرية صغيرة
وكانت مشهورة بصناعة الأصنام
كان إبراهيم يكره الأصنام ويتعجب لماذا يسجد الناس لتماثيل من الحجارة أو الحشب
صنعها أبيهوهى لا تضر ولا تنفع
حتى وصل الى سن السادسة عشر ولم يسجد لصنم أبدا
و بدء يفكر ويسأل فقال يوما لأبيه

قال تعالى :
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا* إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَاأَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا )
مريم42:41

وكان أبيه ينهره وينهاه أن يقول مثل هذا الكلام
فكان إبراهيم يخرج فى الخلاء يتفكر فى خلق السموات والارض
والليل والنهار والشمس والقمر والنجوم
يريد أن يعرف ماهى القوة الجبارة فى كل تلك المخلوقات

فيظل الليالى الطويلة يفكر فى ملكوت الله
وكان قوم إبراهيم ينقسمون الى فئات:
فئة تعبد الأصنام وفئة تعبد النجوم

كان إبراهيم يجلس يتفكر فى الخالق العظيم الذى خلق هذا الكون الفسيح

قال تعالى:
(وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ )
الأنعام: 75

قال تعالى:
( فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ ,
فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ,
فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ )
الأنعام :78:76

وهكذا بدء الله سبحانه وتعالى يوجه إبراهيم إليه وأنه هو الواحد الأحد الخالق العظيم
الذى خلق كل شئ وأحسن صنعه
وهكذا عرف إبراهيم أن أن هذا الكون الفسيح وهذه المخلوقات التى تسيرعلى نظام لا يختل أنما
هى صنع آله عظيم هو الله الخالق العظيم
و أن هذا الملكوت الكبير له رب عظيم قادر قيوم على كل شئ
وكان إبراهيم قد وصل إلى الثامنة عشر من عمره فى ذلك الوقت

قال تعالى:
( وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ )
الأنبياء:51

بدء إبراهيم يواجه أبيه وقومه ويقول لهم أن هذه التماثيل التى هم عاكفون
عليها ليل ونهار لا تنفع ولا تضر و لن تغنى عنهم من الله شيئا

قال تعالى:
( إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ )
الأنبياء :52

فكان جواب قومه :

قال تعالى :
(قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ )
الأنبياء :53

فرد عليهم قائلا:
قال تعالى :
(قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ )
الأنبياء :54

فنهروه وقالوا له:
كيف تهزء من آلهتنا العوالى هل هى للتهكم واللعب؟

قال تعالى :
(قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ )
الأنبياء:55

فرد عليهم :
قال تعالى :
(قَالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ )
الأنبياء:56

هذه الآيه تجعل من يقرءها يشعر بمدى ثقه سيدنا إبراهيم فى الله سبحانه وتعالى
قال لهم وهو غاضب

قال تعالى:
( وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ )
الأنبياء: 75


وكان لهذه القرية عيدا يخرج فيه الناس إلى الحدائق يأكلون ويلعبون ويتنزهون
فطلب آزر من إبراهيم أن يخرج معهم
فنظر الى السماء واخذ يفكر فى حيلة فتظاهر بالمرض ليتركوه وحده
فقال له أنى سقيم(مريض) حتى لايخرج معهم

قال تعالى :
( فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ , فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ )
الصافات:89:88

وعندما ذهب الجميع الى الحدائق وبقى وحده و قام إلى الاصنام وقال لهم :

قال تعالى :
(فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ , فَرَاغَ إِلَىٰ آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ ,مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ )
الصافات: 92:90

أنه من شدة غيظه قام يكلم الأصنام ويسألهم
لماذا لاتأكلون ؟ ولا تتكلمون ؟
وأخذ يكسرهم بالفأس وترك أكبر ما فيهم بلا تكسير

قال تعالى :
(فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ )
الأنبياء:85

ما هذا العقل المفكر العاقل الذى يخطط ويدبر ليقنع قومه أن هذه الآلهة
لاتنفع ولا تضر ولو كانت آلهة حقا كانت دافعت عن نفسها
رجع إبراهيم من المعبد الذى كسر أصنام هودخل بيته ونام

عاد القوم فى أخر النهار فناموا
و فى الصباح فوجئ كهنة المعبد بتكسير الأصنام وأخذوا يصرخون من فعل هذا بآلهتنا
وكان البعض من القوم كان قد سمع أن الفتى إبراهيم يسب الآلهة
أشتد غضب الكهنة وقالوا أحضروه سريعا إلى هنا لمحاكمته

قال تعالى :
( قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَٰذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ ,قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ , قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَىٰ أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ )
الأنبياء:61:59


قام الحراس للقبض على إبراهيم وجروه وهو مربوط بالحبال والسلاسل
وتجمع الناس لحضور المحاكمة ورؤية عقاب من يتجاسر على الآلهة العوالى

وعندما حضر إبراهيم بصحبة الحرس ووفضيحة كبيرة
إلى ساحة المحاكمة وقال له كبير الكهنة هل فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم

قال تعالى :
(قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَٰذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ )
الأنبياء:62

ولكن إبراهيم رد ردا غريبا وذكيا قال :

قال تعالى:
( قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ)
الأنبياء:63

وتعجب الجمع و استغربوا من جوابه
ولكنه المدد والثقة بالله سبحانه وتعالى

لقد وضعهم إبراهيم فى مأزق وهو أن يسألوا كبير الأصنام لماذا كسر الباقين
وأخذوا يفكروا ثم قالوا له:

قال تعالى:
(فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ , ثُمَّ نُكِسُوا عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَٰؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ )
الأنبياء64

قال إبراهيم عليهم قائلا :
قال تعالى:
( قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ , أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ )
الأنبياء:67:66

ماهذه القوه الربانية والحجه البليغة من شاب صغير
و لكنها القوة بالله و انه على الحق وأنهم على الباطل
وهنا أشتد غضب الجميع و توقفت المحاكمة ولم يستطيع الكهنة الرد على السؤال البليغ
وصدر الحكم عليه وكان الموت حرقا

قال تعالى:
( قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ )
الأنبياء:68

وأحراق من سب الآلهة لابد أن يكون على نفس المستوى وليس حرقا عاديا فقالوا

قال تعالى :
( قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ )
الصافات :97

يريدون أن يكون مكان الحرق كالجحيم
ووضع إبراهيم بالسجن حتى يتم تهيئة مكان الحرق

ساهم فى بناء مكان الحرق جميع القوم بأمرمن الكهنة
ليكون عبرة و تحذير لمن يفعل مثل إبراهيم

وأخذ أعداد البناء حوالى أربعة أشهر وكان بنيان كبير ضخم
لتظل النار مشتعلة فيه أكبر وقت ممكن وذلك لشدة حقدهم على إبراهيم

طوال هذا الوقت كان إبراهيم محبوسا وحيدنا ليس معه أحد من الناس
ولكن كان معه رب الناس يسمعه ويراه وكان يردد :
حسبى الله ونعم الوكيل
ربى أفعل بى ما تريد فأنا راضى بقضائك
أنا ملكك وليس لى سواك
أسألك أن تهدى أبى و أمى
لقد وكل إبراهيم الله عنه والله هو نعم الوكيل
ولما علم الله ثبات إبراهيم على عقيدته واصراره على الايمان بالله الواحد الاحد أوحى اليه قائلا :

قال تعالى :
(إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ ۖ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ )
البقرة :131

وهكذا صار إبراهيم نبى الله ورسوله
وطوال فترة حبسه كان الله مؤنسه فى وحدته يعلمه و يربيه
وكانت فترة الحبس هذه من أسعد الفترات فى حياته عرف الله حق المعرفة
وناجى ربه أحسن مناجاه فأصبح خليلا للرحمن
وأنتهى البناء وأستعد الجميع لمشاهدة أحراق إبراهيم
ولكن من كان خليلا للرحمن يحفظه الرحمن


وسط الآلاف من الناس يؤخذ سيدنا إبراهيم عليه السلام إلى مكان الحرق
و كانت النار قد أوقد عليها لمدة ثلاثة أيام حتى أصبحت كالسعير
أذا مر من فوقها طائر أحترق من شدة و حرارة دخانها فقط فما بالكم بالنار نفسها

ويقال فى الأثر أن الملائكة قالوا لله لو تأمر ملك المطر فتمطر السماء لتطفئ النار لتنجيه
قال رب العزه القادر على كل شئ
(لا انا أنجيه بقدرتى على الشئ أن أقول له كن فيكون)


وحان وقت رمى إبراهيم فى النار ولكن من يستطيع الاقتراب منها
أنها من شدة اللهب تأكل كل ما يقترب ولم يستطيع أحد حمله ورميه فى النار
ولكن ما الحل ؟
فأحضروا المنجنيق وهو آله ترمى بالأشياء بدفعها كالسهم
وأخذوا يجربوه ويلقون به الاخشاب فى النار حتى تأكدوا أنإبراهيم سوف يسقط
داخل النار بعد قذفه بالمنجنيق
وقف إبراهيم يشاهد ما يحدث والقوم حوله تهتف بحياة الآلهة وموت إبراهيم
فى هذه اللحظات المرعبة جاء سيدنا جبريل وقائلا لسيدنا إبراهيم :
يا إبراهيم ألك حاجه ؟
ويرد إبراهيم المتوكل على الله قائلا :
(أما إليك فلا وأما إلى ربى فنعم علمه بحالى يغنى عن سؤالى)

ويقذف إبراهيم وهو مقيد اليدين والقدمين فى النار المستعرة حتى أن المنجنيق قد أحترق
وتعلوا الاصوات مهللة لقد قضينا على من كفر بالهتنا و هذا جزاء كل من يفعل مثله
وأستمرت النيران مشتعله ثلاثة أيام بلياليها
وبعد أن خمدت النار وظن الناس أن إبراهيم قد تفحم كانت المفاجأة المذهلة

خرج عليهم إبراهيم من النار التى ما أحرقت ألا قيوده فقط !!!
ولكن كيف ؟ الجواب إنه الوكيل سبحانه الذى أمر النار أن تكون بردا وسلاما على إبراهيم

قال تعالى:
( قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ )
الأنبياء: 69
هل ترى عظمة الله وتقديره كل شئ بقدر لقد أمر النار لتكون بردا وسلاما على إبراهيم
ولو أمرها أن تكون بردا فقط لمات إبراهيم من شدة البرد ولكن كانت سلاما
فلم يحرق ولم يتجمد وعاش أجمل وأسعد ايام حياته وهو فى معية الله

وعندما سأله أهله عن الأيام التى قضاها فى النار قال :
كانت أسعد الأيام لأن ربى كان يطعمنى ويسقينى
ما أجمل هذه الضيافه عند الله
ولما شاهد الناس هذه المعجزه آمن له بعض الناس ومنهم لوط أبن أخيه من الأب

قال تعالى :
(فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ ۘ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّي ۖ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )
العنكبوت:26

وعندما خرج إبراهيم من النار سالما قرر ترك بلد بابل لأنه شعر أنه لافائده من هؤلاء القوم الكافرين
وذهب اولا إلى أبيه وقال له :

قال تعالى:
(يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا , يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ عَصِيًّا
,يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا )
مريم :45:43


يالهذا الأدب الذى يتحدث به نبى مع أبيه الكافروهو يدعوه للإيمان بأحسن القول
ويناديه ياأبتىويخاف عليه من عذاب الله

ولما يئس من هدايته ودعه قائلا :

قال تعالى :
( قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ ۖ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي ۖ إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا )
مريم :47


و قرر سيدنا إبراهيم الهجرة من بابل بعد ما تعرض له من مواجهات
مع أبيه ثم مع الكهنة والتى أنتهت بقرار أحراقه ولكنه خرج سالما بحول الله وقوته

وعندما كان إبراهيم يستعد للرحيل علم بذلك ملك هذه البلاد وكان يسمى
(النمرود بن كنعان)
قد سمع قصة إبراهيم وما فعل بالأصنام وكيف خرج من النار سالما
كان النمرود يدعى الألوهية مثل فرعون مصر
فأمر الحراس باحضار إبراهيم مقيدا بالسلاسل فورا

أحضر الحراس إبراهيم و أجتمع الناس للمشاهدة
أخذ النمرود يجادل إبراهيم فى أن أله إبراهيم الذى يؤمن به لاوجود له
وأنه هو الآله ويجب عليه الطاعه له والإيمان به
ودار هذا الحوار

قال تعالى:
( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ )
البقرة :258


هذا الموقف جعل النمرود يخاف من إبراهيم و تيقن فى داخله أن إبراهيم على حق
ولكن لم يصرح بذلك طبعا واستمر على كفره وظلمه
قال النمرود : أخرجوه من البلاد ولا يسمع له أحد


عاد إبراهيم الى قومه وكان أبوه خاطبا له أبنة عمه سارا الجميلة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(ما خلق الله امرأه على الارض أجمل من ساره إلا حواء)

كانت ساره تحب إبراهيم كثيرا وعندما علمت أنه مهاجر لنشر دعوة الحق
طلبت من اتمام الزواج للرحيل معه تاركه الأهل والأقارب
وكانت مستعده لتحمل كل المشاق معه فى سبيل الله

وهكذا هاجر سيدنا إبراهيم من موطنه العراقمع زوجته سارة وابن أخيه لوط الذي لم يؤمن سواهما من المدينة
فذهب فلسطين إلى القرب من قرية أربع والتي نشأت فيها مدينة الخليل
والتي يوجد بهاالحرم الإبراهيمي الذي يعتقد أنه دفن فيها وقال :

قال تعالى :
(وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبِّي سَيَهْدِينِ )
الصافات :99

وما من رسول إلا وقد هاجر سواء بعد فناء قومه مثل نوح و هود و صالح
أو قبل فناء قومه مثل إبراهيم ومحمد خاتم الأنبياء والمرسلين
اللهم صلى وسلم وبارك على امام أنبيائك سيد رسلك سيدنا محمد
وعلى جميع انبياء الله ورسله

فضل سيدنا إبراهيم
* هو أبو الأنبياء جميعا فكل انبياء بنى إسرائيل من نسل إسحاق وسيدنا محمد من نسل إسماعيل *

* فى الإسراء والمعراج عندما تقابل سيدنا رسول الله مع سيدنا إبراهيم وجده شديد الشبه به *

* ذكر سيدنا إبراهيم فى الصلاة عند التشهد ) *

* من أفضل الصلوات على النبى هى الصلاه الابراهيمية) *

(اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعل آل إبراهيم
وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم أنك حميدا مجيد)


سيدنا إبراهيم له دعوتان أستجاب الله لهما
الاولى :

قال تعالى :
( رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
البقرة:129

وقد تحققت هذه الدعوة وبعث الله لنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

الثانية:
قال تعالى:
( رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ
فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ)
إبراهيم:37

وقد تحققت هذه الدعوة ايضا وسيظل الناس تهوى الى المسجد الحرام للحج والعمرة إلى يوم القيامة

اخيرا

لقد شهد الله لإبراهيم بأنه كان أمة قانتاً لله حنيفاً

قال تعالى:
{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِرًا لأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ
* وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ}
النحل: 120 - 122



الدروس المستفادة من القصة :
- التفكر فى مخلوقات الله عبادة
- الهداية من الله يهدى من يشاء
- الثقة فى الله تجعل قلب المؤمن مطمئنا
- الذكاء وسرعة البديهة عامل مهم لتوصيل الفكرة
- معاملة الوالدين معاملة حسنة حتى لو كانوا كافرين
- الصبر على الابتلاء وتسليم الامر لله
- الهجرة من المكان إذا تعذر العيش فيه فأرض الله واسعة
- أننا نعيش جميعا على ملة سيدنا إبراهيم حنفاء مسلمين وعلى سنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

نيروز
01-02-2013, 04:50 AM
http://25.media.tumblr.com/97bff345bbc1843c5852334bf4238dcf/tumblr_mfflsuNy1D1qf81hco1_500.png



بداية التدبر
لما أخبر تعالى عن حال السعداء الذين يضاعف لهم الحسنات ، ويزدادون على ذلك ، عطف بذكر حال الأشقياء ، فذكر عدله تعالى فيهم ، وأنه يجازيهم على السيئة بمثلها ، لا يزيدهم على ذلك ، ( وترهقهم ) أي : تعتريهم وتعلوهم ذلة من معاصيهم وخوفهم منها
- ابن كثير
تأمل
أنت انظر إلى هؤلاء الذين يخرجون عن مبادئ الحق والخير حينما يلقى القبض عليهم، انظر إلى وجوههم.
إذا كشف أنك غششت بضاعة يرهق الوجه ذلة، إذا اكتشف أنك كذبت يرهق الوجه ذلة، فالذلة أساسها الإساءة، والعزة أساسها الإحسان المحسن، أما الإحسان.
-محمد راتب النابلسي
مخرج
ومن مصائب المعاصي وعقوبتها؛ إذهاب لذة الطاعة.. سُئل بعض السلف: أيجد العاصي لذة الطاعة؟ فقال: لا.. ولا مَنْ حدّث بها نفسه! فرُبَّ شخص أطلق بصره؛ فحَرَمه الله نور بصيرته.. أو لسانه؛ فحُرم صفاء قلبه.. واعلم أن عدم الورع عن الشبهات؛ يحرم العبد قيام الليل، وحلاوة المناجاة.
تأملات قرآنية*
همسة
قال الحسن البصري: هانوا عليه فعصوه، ولو عزوا عليه لعصمهم وإذا هان العبد على الله لم يكرمه أحد

ابونواف
01-02-2013, 03:17 PM
جزاك الله الجنة

ما يكبرني لقب
02-19-2013, 12:02 PM
أسباب النزول - سورة ص


بسم الله الرحمن الرحيم..

قوله تعالى: {أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا} الآية.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي نصر الخزاعي قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن حمدويه قال:
أخبرنا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال:
حدثنا أبي قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي قال: حدثنا سفيان عن الأعمش،
عن يحيى بن عمارة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: مرض أبو طالب،
فجاءت قريش وجاء النبيّ صلى الله عليه وسلم، وعند رأس أبي طالب مجلس رجل،
فقام أبو جهل كي يمنعه ذلك، فشكوه إلى أبي طالب فقال: يا ابن أخي ما تريد من قومك؟
قال: (يا عمّ إنما أريد منهم كلمة تذل لهم بها العرب وتؤدي إليهم الجزية بها العجم)، قال:
وما الكلمة؟ قال: (كلمة واحدة)، قال: ما هي؟ قال: (لا إله إلا الله)، فقالوا: أجعل الآلهة إلها واحدا؟
قال: فنـزل فيهم القرآن: {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ * بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ}
حتى بلغ {إِنْ هَذَا إِلا اخْتِلاقٌ}.

قال المفسرون: لما أسلم عمر بن الخطاب شق ذلك على قريش وفرح المؤمنون،
قال الوليد بن المغيرة للملأ من قريش وهم الصناديد والأشراف: امشوا إلى أبي طالب،
فأتوه، فقالوا له: أنت شيخنا وكبيرنا قد علمت ما فعل هؤلاء السفهاء، وإنا أتيناك لتقضي
بيننا وبين ابن أخيك، فأرسل أبو طالب إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فدعاه فقال له:
يا ابن أخي هؤلاء قومك يسألونك ذا السواء فلا تمل كل الميل على قومك، فقال:
(وماذا يسألوني؟) قالوا: ارفضنا وارفض ذكر آلهتنا وندعك وإلهك، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم:
(أتعطوني كلمة واحدة تملكون بها العرب وتدين لكم بها العجم؟) فقال أبو جهل:
لله أبوك لنعطينكها وعشر أمثالها، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: (قولوا لا إله إلا الله)،
فنفروا من ذلك، وقاموا فقالوا: أجعل الآلهة إلهًا واحدًا، كيف يسع الخلق كلهم إله واحد؟
! فأنـزل الله تعالى فيهم هذه الآيات إلى قوله: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ}.

زرقاء اليمامة
02-19-2013, 01:30 PM
وقفة مع آية " ولتنظر نفس ماقدمت لغدٍ "


قال الله تعالى : " ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ماقدمت لغدٍ واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون"
هذه وصية الله لنا معاشر المؤمنين، وصية من هو أرحم بنا من أمهاتنا، وأحن علينا من أنفسنا : ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله : أي خافوا الله واحذروا عقابه، بامتثال أوامره واجتناب نواهيه . ولتنظر نفس ماقدمت لغدٍ. أي ليوم القيامة، قال بن كثير: انظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة وسمي يوم القيامة غداً لقرب مجيئه
( وماأمر الساعة إلا كلمح البصر)
واتقوا الله : كررها للتأكيد ولبيان منزلة التقوى التي هي وصية الله تعالى للأولين والآخرين
(ولقد وصينا الذين أتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله).


ولنقف اليوم مع : ولتنظر نفس ماقدمت لغدٍ ، الغد هو المستقبل الذي نخطط من أجله. ونسعى ونجد ونجتهد ونكدح ليل نهار، وحين نسأل لماذا ؟ يكون الجواب : من أجل تأمين المستقبل، ولكن أي مستقبل هذا الذي نخطط؟!! كلنا يعرف الجواب ! ولااعتراض على أن يخطط الإنسان ويسعى من أجل مستقبله في حياتة الدنيا، ولكن أليس مستقبله الحقيقي هو الآخر جدير بالتخطيط والعمل ؟! كم نمضي من أعمارنا من سنوات على مقاعد الدراسة لتحصيل الشهادات من أجل تأمين المستقبل ؟ وكم نمضي في العمل والوظيفة من أجل جمع المال للمستقبل ؟ ومقابل ذلك كم خصصنا من أوقاتنا من أجل تأمين حياة الآخرة التي هي أطول وأبقى؟ وهي الحياة الحقيقية ؟ أما تستحق منا أن نخطط لها وأن نبدأ في التحضير لها من الآن ؟ أما تستحق أن نبذل من أجلها الوقت والجهد والمال ؟ فواعجباً لإبن آدم يخطط للمستقبل الذي قد لايأتي وينسى مستقبله الآتي لامحالة !


تجد من الناس من نذر نفسه للوظيفة مخلصاً في عمله مجتهداً بكل ماأوتي من قوة يسابق الطير في بكورها ولايخرج إلا متأخراً يعمل بلا كلل ولاملل يشار إليه بالبنان في الجد والإجتهاد ويضرب به المثل في الدوام والإنضباط ولكن إذا بحثت عنه في المسجد لم تجده ! وإذا فتشت عنه بين الصائمين لم تعثر له على أثر ! وإن تحسسته في الصدقة وأعمال الخير من كفالة يتيم أو نصرة مجاهد أو رعاية محتاج أو إيواء مسكين أو إطعام جائع أو كسوة عار لم تجد له فيها سهماً ولادرهما ولاديناراً.


نعوذ بالله من الخسران ومن الذل والهوان.

ولنعد إلى الآية الكريمة ونتأمل لفظ ولتنظر : إن النظر يقتضي الفكر والفكر يقتضي التخطيط والتخطيط يقود إلى العمل والمقصود بالعمل هنا العمل من أجل الآخرة والآخرة خير وأبقى كما أخبر ربنا تبارك وتعالى... فياأختي في الله هل امتثلنا لأمر ربنا وهو العالم بما يصلح حالنا ومآلنا ؟ وهل وقفنا مع أنفسنا وقفة تأمل في لحظة محاسبة وتفكرنا في أعمالنا كم منها نعمله من أجل الآخرة ؟ وهل بإمكاننا أن نقدم أكثر وأكثر؟ هل تفكرنا في أعمال الخير ووضعنا لنا برنامجاً بحيث نضرب في كل مجال منها بسهم. كم قدمنا لآخرتنا من قيام الليل ؟ وكم قدمنا من قراءة القرآن - كنز الحسنات - كل حرف منه بحسنة والحسنة بعشر أمثالها ؟ كم قدمنا من الصدقات ؟ كم قدمنا من الصيام ؟ من صام يوماً في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا. كم حجينا وكم اعتمرنا ؟ كم ذكرنا الله ؟ كم هللنا وسبحنا الله وحمدناه وكبرناه في اليوم والليلة ؟ وكم وكم من أبواب الخير وأعمال الآخرة التي كلها سهلة وميسورة وفي متناول الفقير قبل الغني والوضيع قبل الوزير ؟ولكن أين المشمرون؟ أين طلاب الآخرة؟



فاليقظة اليقظة ياعبدالله !! لايأتيك الموت وأنت غافل ساهٍ تركض في حياتك الدنيا تجري وراء متاعها الزائل غافلٌ عن الآخرة والآعمال الصالحة .. حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب إرجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت ، كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون.
اللهم لاتجعل الدنيا أكبر علمنا ولامبلغ علمنا ولاإلى النار مصيرنا، اللهم بصرنا بعيوبنا ونور أبصارنا واصلح أحوالنا واهدنا إلى صراطك المستقيم



منقول

زهيه
05-06-2015, 10:59 AM
قال الله تعالى



" وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ... "


وجد العلماء أن الغذاء التام للطفل هو من حليب أمه، وأن هذا الغذاء لا يكتمل إلا إذا أرضعت الأم ابنها سنتين كاملتين!...
مجهود طيب /www.kfs.edu.eg

زهيه
05-06-2015, 11:01 AM
بارك الله فيك /www.kfs.edu.eg